23 ديسمبر، 2024 9:09 ص

عين ترامب تراقب ايران من العراق

عين ترامب تراقب ايران من العراق

حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهمة القوات الأمريكية في القواعد العراقية ب ( مراقبة ايران عن قرب ) وذلك في شهر شباط الماضي وتبع ذلك التصريح ردود افعال لعل ابرزها اعتراض الرئيس العراقي برهم صالح على التصريح !
ما الذي يعنيه ترامب بمراقبة ايران عن قرب ؟ لعل من ابسط المسلّمات انه يقصد بتفعيل الفعل الأستخباري كمهمة اساسية للقوات الأمريكية في العراق وبذلك يمكننا ان نتصور الشكل الذي سيكون عليه مسرح العمليات ، وتوزيع المهام ، حشد الأمكانيات ، التعزيزات ، الأتصالات ، تداول المعلومات ، بالأضافة الى المهام الرئيسية المتعلقة بأمن وحماية القطعات .
المراقبة في المفاهيم الحديثة للحروب تعتبر بمثابة اعلان للحرب ( حروب الأستخبارات ) ناهيك عن انها تدخل سافر في الشأن الداخلي وانتهاك لسيادة الدول فكيف يمكننا ان نتصور تلك المهمة ؟ وكيف سيتم تنفيذها ؟
بدءاً تم تخطيط نظام المعركة لتلك القوات وحدد مركز القيادة الوسطى للولايات المتحدة الأمريكية في قاعدة ماكديل / ولاية فلوريدا كمركز لقيادة العمليات وكل من قاعدة العيديد في قطر وقاعدة عين الأسد كقواعد امامية .
تم تحديد مسرح العمليات الذي سيشمل طوال الحدود البرية والبحرية وجميع الفضاء الالكتروني لأيران والعراق .
خصصت جميع الموارد التي ستقوم بتنفيذ المهمة بدءاً من المجموعة ٣١٩ المخصصة للاستكشاف الجوي في قاعدة العيديد ومعها ٣٠ قطعة بحرية للاستطلاع البحري وعززت قاعدة عين الاسد بمجاميع استطلاع الكتروني ومنظومات مراقبة جوية وعجلات للاستطلاع ومنظومات للعزل والأخماد والحماية الالكترونية المضاده مع وحدات الدعم القتالي واكثر من ١٠٠٠ طائرة مسيرة تراقب على مدار الساعة حركة وفعاليات المليشيات الايرانية في العراق وسوريا .
منظومات التنصت ومقاطعة الاتصالات السلكية واللاسلكية منظومات مراقبة الاتصالات للهواتف الجوالة ومنظومات مراقبة الشبكة العنكبوتية ، المئات من الخبراء والمبرمجين وسارقي المعلومات يتسللون الى منظومات ايران على مدار الساعه ،مئات المحطات الجوالة والثابتة ، الاف المتحسسات والمستشعرات ، عشرات وحدات دمج المعلومات بين كافة اجهزة الاستخبارات والاستطلاع والمخابرات ، منظومات في قمة التطور التكنولوجي لرسم الخرائط وتحديد الاهداف ورسم الخرائط للطيف الكهرومغناطيسي وعشرات المحطات المعلوماتية في الأقمار الصناعية ، اما من النواحي التعبوية فقد حددت جميع مقاتلات اف ٢٢ و اف ٣٥ للعمل التعرضي وطائرات اف ١٨ سوبر هورنت من حاملات الطائرات مع الاسناد الأخير ب ٥٠٠٠ طائرة مسيرة متعددة المهام ، خصصت ملايين الانواع من الذخيرة والقنابر والصواريخ وخصص للعمليات عشرات المليارات من الدولارات .
هذا بإختصار شديد ما الذي عناه ترامب بالمراقبة والذي استهان به الكثير من البرلمانيين والمحللين بل حتى صناع القرار في قمة هرم السلطة وتباهوا بان الحكومة الزمت الجانب الامريكي بتواجد قوات تدريب ومراقبة فقط ولا يعلم اغبياء السياسة ان حروب الاستخبارات هي الحروب الأخطر والاكثر تطوراً وان كل مكالماتهم وبرقياتهم وهز الذيول لسادتهم في ايران سيتم مقاطعتها واستراقها ولن تنفع الاعيبهم الفاشلة في تهريب العملة ونقل مصانع الصواريخ والاسلحة الكيمياوية ومنصات اطلاق صواريخ ارض ارض الى داخل العراق . وكما يقول المثل الدارج الذي تأكله العنز يستخرجه الدباغ !