كان الاقدمين من ساسة وادباء العراق يرفضون كسر حرف العين في كلمة (العراق) فيما وقائع الأمور اليوم تؤكد على كسر العين فكل حزب بما لديهم فرحون… عندما ضربت الصواريخ الإيرانية في عدوانها على اربيل انقسمت الأحزاب.. كما فعلوا مع العدوان التركي المتواصل وقبل هذا وذاك انقسمت الأحزاب بين قادم وراكب على دبابة الاحتلال الصهيوني للعراق بعنوان مكرر من كلمة الجنرال مود حتى بوش الابن انهم جاؤوا محررين لا فاتحين!!
في كل ذلك غابت مصلحة عراق واحد وطن الجميع واستبدلت ال(نحن) الوطنية ب(الانا) الحزبية في خطابات شعبوية طائفية شوفينية.. حتى بات كسر عين العراق ليس بحاجة إلى أكثر من كل هذا التضليل الناعم في تبرير العدوان على وطن سليب تحتله أحزاب تتصدر العملية السياسية بكل الميول والاتجاهات.
السؤال الذي له الأولوية في الطرح والجمع إعلاميا على أقل تقدير.. لماذا أضحى الكثير من النخب والكفاءات المتحزبة ملكيون أكثر من الملك في الاستقتال المخزي للدفاع عن أي معتد اجنبي على وطنه؟؟
الجواب عندي ان هذا الوضع يؤكد صحة القول بعدم التوصل إلى عقد اجتماعي دستوري يوحد المنفعة العامة للعراقيين كشعب في وطن واحد في نماذج حكم مختلفة الأشكال منذ تأسيس المملكة العراقية.. لكل منها ايجابيات وسلبيات.. فكان التغيير بعد ٢٠٠٣ بهذا الاحتلال الهادم لكل مقومات وجود دولة فرضيات مطلوبة لتقديم الانا الحزبية بعناوين براقة بل ومقدسة دفاعا عن وجود مكونات مجتمعية لاعلاقة لافرادها بإدارة السلطة.. . وعزوف الاغلبية الصامتة عن المشاركة في الانتخابات برلمانية كانت أم مجالس المحافظات.. دلالة واضحة على ذلك.
يتكرر السؤال.. ما الحل؟؟
اولا مطلوب من الجهة المنظمة لإدارة الرأي العام منع النموذج الفج للكثير من المحللين والمغردين الذين يقدمون الولاء للاجنبي الإقليمي والدولي على مصلحة عراق واحد وطن الجميع.. وتلك مهمة رسمية دستورية مطلوب ان تؤكد في الخطاب الإعلامي العراقي.
ثانيا.. هناك تحالفات برلمانية اسست لتشكيل حكومات في نظام سياسي فيدرالي.. فأما يعلمون حقيقة ذلك الكثير من هذا الكم المدافعين عن العدوانات الأجنبية على وطنهم او انهم سيقفون وأحزابهم في الدورة البرلمانية المقبلة كل على باب الاخر يبحثون عن تحالفات الاغلبية من دون ثلث معطل!!
عندها تسكت العبرات الصادحة اليوم بكسر عين العراق في برامج حوارية تستهلك المتبقي من اللحمة الوطنية وهي تبرر لكل هذه العدوانات الاجنبية.
ثالثا.. مسؤولية الاباء المؤسسين للعملية السياسية البحث من خلال عدد كبير من موسساتهم البحثية والإعلامية عن مصفوفة الحلول المناسبة للخروج من مستنقع تصفية الحسابات على الأرض العراقية وتسمية الأشياء بما لا يكسر عين العراق!!
ما بين هذا وذاك هناك رسالة اعلامية مهمة.. لكل من يبيع نفسه في نخاسة العمالة والدفاع عن العدوانات الاجنبية.. لابد من الاعتدال حتى في سوق النخاسة لان الأجنبي لن يصافح من خان وطنه.. والولاء والبراء في التكليف الشرعي في البيعة او ولاية الفقيه.. خيانة ما بعدها خيانة لسيادة الوطن.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!