انه مجرد رأي وهو قابل للنقاش؟! فهل يتحقق فعلا ابعاده لانقاذ العراق من التقسيم والتفكك !!.. لاشك ان بعض الكرد يعتبرون برزاني رمزا قوميا وهم يجدون فيه منقذا ومخلصا .. الا ان هناك تيارات اخرى تجد فيه دكتاتورا متزمتا وأحد الساسة الذين اسهموا في ايجاد شرخ كبير في العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم .. وهو سبب مباشر في اثارة النزعة الانفصالية لدى الاكراد ، الذين يرغب الكثير منهم التعايش السلمي مع بقية مكونات الشعب العراقي ، في ظل عراق موحد.
في الحقيقة .. ان لاجدال كون مسعود برزاني بات يشكل خطرا كبيرا على وحدة العراق .. واذا مااستمر في منصبه فانه سيعمل مع اخرين ، على وفق اجندات ، على انفصال الاقليم ، وربما تشجيع فئات اخرى من الشعب العراقي لتكوين الاقاليم ، وصولا الى الغاء دولة اسمها العراق ، ليصبح مجموعة دويلات متنافرة ، لايمكن ان يعيش اي منها بسلام ، كونها ستورث نفس المشاكل التي ادت الى التفكك والانفصال .. لابد لسياسييّ العراق من المكونات كافة وبدون استثناء ، ان ينظروا بجد الى خطورة ان يعمل احد السياسيين علنا ، على تفكيك البلاد وان يترك على هواه يتحرك داخليا وخارجيا دون رادع او نقد ، او حتى نصيحة بالعدول عن توجهاته الخطيرة .. ان شعار تقرير المصير .. وحق الكرد في دولة قومية ، وعدم القدرة على الاستمرار في العيش مع حكومة بغداد المركزية ، انما هي حجج واهية ، يُهيأ بها الراي العام الكردي ، لعزله عن بقية المكونات العراقية ، وجعل الانفصال وانشاء دولة كردية عقيدة قومية مقدسة.
الانفصاليون كثر .. وهم ساسة سلبيون ، حتى وان وجدوا لهم مؤيدين وداعمين لمشاريعهم التفكيكية .. ومثل هؤلاء يلاقون عادة دعماً خفيا من اجهزة مخابرات تعمل ضد البلاد ، ولديها مصالح واجندات بعيدة المدى ، وعادة تستخدم اجهزة المخابرات هكذا سياسيين كمطايا لتنفيذ اهدافها او عرقلة الاهداف المركزية والاستراتيجية لبناء عراق قوي ودولة قوية .. لقد اطلق مسعود البرزاني مئات التصريحات ، اعلن خلالها خصومة واضحة مع الحكومة الاتحادية ، وبرر ان الدعوة الى الانفصال هي نتيجة لهذه الخلافات ، التي يتهم بها بغداد بأنها هي التي تثير الخلافات ، ويبرئ نفسه منها ، لقد اختلق برزاني عشرات الاشكالات ، على مدى ثماني سنوات من عمر حكومتين وبرلمانين ودورتين انتخابيتين ، لقد استولى على السلطة في الاقليم بشكل كامل ، فمنذ بداية التسعينيات في القرن الماضي ، وحتى اليوم هو رئيس للاقليم ، فمنذ اربعة وعشرين عاما يحكم الاقليم .. فهو الزعيم الاوحد ، ولايوجد بديلا له ، كما لايمكن ان يوجد بديلا لنجرفان برزاني ، ابن اخ مسعود ليكون رئيس وزراء الاقليم ، والأمن لايستتب في الاقليم الا بوجود مستشار الامن القومي مسرور برزاني .. انه حكم الاسرة الواحدة ، فاية اجواء ديمقراطية يمكن الركون اليها ، في هكذا توزيع للمناصب ، كما ان اسرة برزاني تتمتع بامتيازات واسعة في الاقليم ، وهكذا الامر مع بقية الشعب الكردي المغلوب على امره ، المتسلط عليه من قبل دكتاتور حكم (24) عاما ، ومازل يجد أن من حقه الاستمرار في الحكم .. وليس ببعيد ان يصبح رئيسا لجمهورية الاقليم المزعوم ، وهو يخطط لذلك حتما.
ان ابعاد مسعود برزاني من مراكز السلطة ، وبالطرق الديمقراطية والدستورية طبعا ، وليس العنف ، يعتبر امرا مهما ، وهدفا وطنيا ينقذ البلاد من التجزئة والتفكك ، ولابد من العمل عليه من قبل عقلاء القوم وحكمائهم ، فاذا كانت دعوات برزاني المتكررة الى ابعاد رئيس الوزراء السابق في الترشيح لولاية ثالثة صحيحة ، ومقبولة ، فمن الاولى وعلى وفق الاسس نفسها ، ابعاد رئيس الاقليم ، واجراء انتخابات حقيقية يستبعد منها في الترشيح ، وليبقى زعيما روحيا او دينيا او عشائريا ، او مرشدا اعلى للاقليم ، لا شأن لنا بذلك ولكن دون سلطات تنفيذية .. فالمصلحة تستدعي ابعاد هذا الرجل المستعد ان يتعاون مع الشيطان في سبيل تحقيق اهدافه .. فهو من خلال وجوده في السلطة يؤمن بالمبدأ الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) حتى وان كانت الوسيلة قذرة .. واية قذارة اكثر من تفكيك بلاد الانبياء والاولياء .. وهناك مؤشرات عدة الى وجود علاقات خفية بين الاقليم واسرائيل ، تُوجت ببيع النفط العراقي المسروق الى الكيان الاسرائيلي .. ولعلها ليست الفعلة الاخيرة ، فتداركوا الامر قبل فوات الاوان..!