اليوم ختانهن..وغدا وئدهن
يبدو أن ما وقع من تهجير قصري .. وقتل على الهوية في الموصل ، بعد دخول عصابات داعش لم تكن نهاية المطاف لهذه البلدة التي احتضنت مراقد الأنبياء ، بل أن ما جرى من تهديم لأضرحة الأنبياء يونس وشيت وجرجيس (ع) والكنائس والحسينيات والنصب الثقافية وتماثيل المشاهير، يعد مرحلة من مراحل تدمير هذه المدينة التي مازال معظم أهلها يصفقون لداعش وأفعالها المنافية لتعاليم الدين .
ويبدو ان شريعة داعش بدات تطبق فعلا ، خاصة ضد النساء ، فالاخبار تشير الى ان امراتين تعرضتا الى الجلد امام العامة في احدى المدن السورية التي يسيطر عليها مجرمو داعش . وان اولى فتاوي التنظيم المتخلف هي منع خروج المراة وتواجدها في الاسواق ومنعها من العمل ، واذا اضطرت الى الخروج لا بد ان تكون منقبة على طريقة زوجات امراء القاعدة ، وتشير المعلومات الواردة من الموصل ان عناصر داعش دخلوا مستشفى الموصل وطالبوا الطبيبات ارتداء الخمار والتي اعترضت ضربوها ، وحذروهن من حبسهن مستقبلا .. اذن فتوى الختان هذه تاتي بعد فتاوى جائرة بحق النساء سواء في سوريا او العراق وهو ماأطلق علية جهاد النكاح ، حيث يتم اغتصاب النساء علنا من قبل مجموعة من المنتمين الى التنظيم وقد ظهر علينا بفتوى جديدة اقضت مضاجع الأسر الموصلية التي سكتت عند دخول المسلحين إليها ، حيث اوجب التنظيم الختان على جميع نساء الموصل ، وهذا الأمر لابد ان يطبق ، والا فأن المخالفات له يتعرضن الى عقوبات ما انزل الله بها من سلطان .
وهذا الأمر الذي اصدره التنظيم قد يشمل ختان مليوني فتاة في المناطق التي تسيطر عليها داعش ، لابعادهن عن الفسق والرذيلة على حد زعم زعيم التنظيم ، وهل هناك ، اكثر فسقا ورذيلة من أعمال داعش في العراق ، وقبلها في سورية ، هذه الخطوة واجهت سخطا كبيرا في صفوف العديد من المنظمات الدولية التي مازالت تسعى لإنهاء هذه الظاهرة التي أودت بحياة العديد من الفتيات وخلفت لعدد منهن تشوهات نفسية وخلقية .
الأمم المتحدة شجبت الخطوة والفتوى التي أصدرها التنظيم الإجرامي وقالت مصادر الأمم المتحدة ان داعش امروا بختان النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين (11-46) عاما في العراق .
الممثل الخاص للامم المتحدة في العراق نيكولا ملادينوف طالب مجلس الامن الدولي بالتحرك لوقف الفضائح التي ترتكبها عصابات داعش في العراق ، مشيرا الى ان تنظيم الدوله الاسلامية مدرج على قائمة الامم المتحدة للمجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة كما ان المسؤولة الثانية في الامم المتحدة في العراق جاكلين بادكوك اوضحت للصحفيين في جنيف من خلال مؤتمر عبر دوائر تلفزيونية مغلقة من اربيل ان هذه الفتوى التي اصدرها المفسدون قد تشمل اربعة ملايين امراة وفتاة . الامم المتحدة كانت قد اصدرت قرارا ، يهدف الى انهاء عمليات ختان الاناث وعين اليوم السادس من شباط من كل عام يوما دوليا لعدم التسامح ازاء هذه الممارسات التي وصفت بالبغيضة .. هذه الممارسات سبقتها اعمالا مماثلة في اقليم كوردستان
وقد كشفت ذلك منظمات نسوية ناشدت وطالبت بالغائها والوقوف ضدها .
كما ان منظمة اليونسيف اوصت بضرورة اتخاذ اجراءات عاجلة لانهاء ختان الاناث حيث تؤثر هذه الممارسات على الملايين من الفتيات في جميع انحاء العالم ووفقا للبيانات التي صدرت حديثا فقد شهدت اكثر من (130) مليون فتاة وامراة شكلا من اشكال تشوية الاعضاء التناسلية للاناث في (29) بلدا في افريقيا والشرق الاوسط .
هذا الشجب المحلي والاقليمي والدولي لتنظيم داعش يكفي لقلب الطاولة عليه ، هذا التنظيم القادم من عصور التخلف والجاهلية وليس ببعيد من اصدار مجموعة اخرى من الفتاوى تُحرم النساء من حقوقهن وتحدد حريتهن وتمارس ضدهن ابشع وسائل الاضطهاد واساليب العنف .. كما لايستبعد اصدار التنظيم فتوى باعادة “عادة” واد البنات التي كانت تمارسها عرب الجاهلية ، فتنظيم بهذا التخلف ، وعناصر بهذه الديماغوجية لايؤتمنون على افراد المجتمع كافة ، وخاصة النساء اللواتي اصبحن عرضة للابتزاز والمهانة ، ومن غير المرجح ان تؤثر ضغوطات المجتمع الدولي للحد من ممارسات مجرمي داعش ، بل المطلوب ثورة شعبية حقيقية من اهالي الموصل بوجه هذا التنظيم وطرده من المدينة وانهاء تواجده ، وبعكس هذا فان نساء الموصل يتعرضن الى كارثة ، من المخجل ان يسكت عليها رجال المحافظة
