23 ديسمبر، 2024 12:30 ص

عيرني بعاره ، فأركبني حماره

عيرني بعاره ، فأركبني حماره

في عهد معاوية بن أبي سفيان، كان يوجد فارس ذائع الصيت، إسمه شريك بن الأعور، وكان معاوية يتمنى أن يراه، وذات يوم جاء شريك لمجلس الخلافة، وعندما رآه معاوية وجده دميم الوجه فقال له: ياشريك أنت دميم، والجميل خير من الدميم، وأنت شريك، وما للربِ من شريك، وأنت إبن الأعور، والسليم خير من الأعور، فقال شريك: وأنت معاوية، وما معاوية إلا كلبة عوت فإستعوت الكلاب، وأنت بن حرب، والسلم خير من الحرب، وأنت إبن أمية وما أمية ألا أمة صُغِرت.

قال الشاعر: لسانك لا تغتب بهِ عورةَ أمرءٍ…….فكُلك عوراتٌ وللناسِ ألسنُ

عُرفت العامة من الناس بإطلاق الألقاب، على كل ما يدور من حولهم، وغالب تلك الألقاب تكون تهكمية أو إستهزائية، تحاول النيل وإلحاق النقص بالآخر، حيث تدل تلك الألقاب على قصة أو فعل، أو يراد منها إيصال فكرة معينة، فهي لا تطلق جزافاً، ولم يسلم أحد من إطلاق لقب عليه، وإن كان فريد زمانه.

النائبة الفتلاوي التي أطلقت لقب(الإنبطاحية)، على الحكومة العراقية الجديدة ورئيس وزراءها(العبادي)، لم تسلم هي أيضاً من إطلاق لقب عليها وعلى تشكيلها الجديد(إرادة)، فقد حورهُ العامة إلى(جرادة)، أولاً إستهزاءً بشخصها، حيث تقفز كالجرادة من مكان إلى آخر، وثانياً لأن الجراد يهجم على الزرع، يأكله ويعيث فيه الفساد، وهذا هو الفعل الذي تقوم به الفتلاوي طيلة نيابتها البرلمانية، فلو رفعنا عن الفتلاوي ضجيجها وجعجعتها، فهل سيبقى لها شئ!؟

وهل سيعرف الفتلاوي أحد!؟

فهل أتت الفتلاوي بمشروع أو مقترح، للخروج من أي أزمة عصفت بالبلاد!؟

على العكس طبعاً، فالفتلاوي دائماً ما تثير المشاكل، وتخلق الأزمات لعرقلة كل ما من شأنه خدمة الفرد العراقي، في مجالات الحياة كافة.

إن ما يثيرني حقاً شخص كالسيد عادل عبد المهدي، السياسي العراقي المرموق، وصاحب السجل النضالي المشرف، الذي يملك شهادات وخبرات شهد لها القاصي والداني، والذي طرح حلولاً لم يجد لها في الحكومات السابقة مستمعاً، وحينما طبقها الآن وهو وزيرٌ للنفط، أظهرت نجاحات باهرة، فبعد توطيد العلاقات مع الأقليم، وكتابة النظام الداخلي لمجلس الوزراء، وإقرار قانون المحافظات رقم(21)، يفاجئنا الرجل بإنجازته في المجال النفطي، ولم لم يكن له إلا إنجاز حقل وشركة نفط ذي قار لكفى.

أيوصف هذا الرجل بالمنبطح!؟ ولمن هذا الإنبطاح!؟ أُقسمُ إنه ليس إلا إنبطاحاً للحقِّ ولنصرة الشعب المسكين، إن كانت هذه الإنجازات التي حصلت في ثلاثة أشهر إنبطاحاً، فطوبى للمنبطحين.

بقي شئ…

إن كنتَ فاشلاً فلا تقف عقبةً في طريق المثابرين، الذين يريدون الوصول إلى النجاح.