مـرَ على عمري تسعه و عشرون عاماً و اول مرة يكون لدي عيد ميلاد , مشاغل الحياة و متاعب الروح منعتني من ان يكون لدي فرحة الصغير في عيد ميلاده حتى وجدت نفسي احتفل به بهذا العمر هو بالحقيقة لم يكن لي بل كان لولدي البالغ من العمر سنة واحدة حيث تزامن موعد ولادته بنفس يوم ولادتي و ساعتها ايضا , عندما قلت لزوجتي ان نفرح على مرور عام لمولدنا الثالث قالت الم تتذكر ماذا يحدث اليوم ايضا ؟ اجبتها مستغربا و ماذا ايضا ؟ قالت اليوم هو عيد ميلادك , اخذتني الضحكة عند سماع الخبر و قلت انني لم احتفل ولا مرة بعيد ميلادي فكيف اليوم , قالت دعنا نعمل الفرحه فرحتني و نحتفل بكما ايضا , قلت لا مانع لدي لذلك , دعوة اصدقائي و اقاربي و لكن عند كتابة اوراق الدعوة خجلت ان اكتب عيد ميلادي و عيد ولدي لان مجتمعنا لم يكن فيه عيد ميلاد للكبير في العمر , فكتبت فقط لولدي , قالت زوجتي لماذا لم تكتب اسمك ايضا؟ قلت ان الناس سوف تسخر منا ان فعلت ذلك دعينا نفرح بالولد فقط , قالت لا , بل سوف نفرح بك ايضا , اكتب على الكيك الفرح اسمك و اسم ولدك , تمت التحضيرات لذلك العيد و لم يبقى سوى حضور الضيوف و جلب الكيك للحفل , ذهبت الى محل البيع و قلت اريدها لعيد ميلاد , و قال ماذا اكتب عليها , قلت اسمي و اسم ولدي ايضا , رد ضاحكا هل عيد ميلادك اليوم ايضا ؟
قلت نعم هو كذلك لما الضحك اذن؟ قال لانها اول مرة ياتي لي رجل بهذا العمر و بهذا الشيب و يطلب كيك لعيد ميلاده , قلت من الافضل ان لا اكتب اسمي اليس كذلك ؟ قال بلى ان الناس سوف تسخر منك ان رات اسمك مكتوب عليها , اتيت للمكان الحفل و بعض الاقارب موجودين , حضر الجميع للحفل و الكل يحمل الهدايا معهم لولدي , الا زوجتي التي تحمل هديتين واحده لي و اخرى لولدي , لكن خاب املها بذلك عندا رات ان اسمي لم يكتب على واجهة الكيك و قالت لماذا ؟ قلت ان صاحب المحل قد سخر مني عندما قلت له و قال ان الناس سوف ستخر منك اذا رات اسمك عليها اكتب فقط اسم ولدك و انسى اسمك انت , قلت له لك ذلك و ها انا اكتب فقط اسم ولدي , تعكر مزاجها و هي تردد لماذا في مجتمعنا لا يمكن الاحتفال بعيد ميلاد الكبير , اليس من الافضل ذلك , و اقلها تقديرا لما يفعله قلت لها دعي امري الان و لنحتفل بعيد ميلاد الولد الان , جميع الحضور جاءُ اشعلنا الشموع و بدا الاحتفال و من ضمن الحضور ابي و امي معهم و بدأت اصوات الموسيقى تعلوا و الفرحة و الضحك يعم علينا , الى ان جلست متعبا و تركتهم يحتفلون , جاء امي و ابي و بدا ابي يقول كل عام و انت بالف خير , ها انت دخلت في سن التاسع و العشرون و شعرك اشبه لونه بالابيض , نظرت الى امي و قالت عيد سعيد يا ولدي لماذا تفكر في الجميع و تحمل هم العالم كله عليك ارحم نفسك قليلا اصبحت اب لبنت و ولدين و انت صغير العمر لكن شعرك شاب عن سريع فرق الوقت رفقا لنفسك يا ولدي , ليكمل ابي يقول انا لم انسى ابداً يوم ميلادك و انت قرت عيني و اول طفل من صلبي و في العام الماضي احتفلت به مع والدتك و كل عام اتذكر شبابي عندما فتحت عينك و جعلتها بعيني , كل عام و انت بخير يا ولدي .
انتهاء الحفل و ذهب الجميع و تعب المولود الجديد من العب مع الصغار و نام جميعهم الا انا و زوجتي , جلست افكر في حالي و ماذا جرى عليه لتتقدم لي زوجتي و تقول انا منك زعلانه قلت لماذا حبيبتي قالت لماذا لم نحتفل بعيد ميلادك اليوم , اجبتها قد احتفلت به معكِ و مع ابي و امي ايضا , استغربت من امي و ابي و قالت هل يتذكرون عيد ميلادك ؟ قلت لها لم ينسونه قط في حياتهم و كل عام يحتفلون به لوحدهم , قطعت كلامي لتقول كل عام و انت بالف خير ايها الكبير في الشكل و صغير بالعمر ,
رفقاً بـــك يا حبيبي .