أجزم ان لا احد في العراق – عدا السفلة اللصوص والفاسدين – يشعر بنوع من الفرح بمناسبة العيد .. وهو يرى زين شباب العراق وبالخصوص ابناء الجنوب والوسط وهم يجودون بالدماء شهداء وجرحى من ابناء قواتنا المسلحة – بكل صنوفها – هؤلاء الاشاوس الصادقون في جهادهم كما نرى جزء يسير من معاناتهم اليومية وتركهم لايام او أشهر لعوائلهم وبتلك الأجواء من المعاناة وهم يواجهون عدو لايمتلك من الانسانية ذرة من ضمير أو مشاعرانسانية كإنسان يختلف عن البهائم والوحوش الكاسرة .. يقابلهم الأهل وهم يعيشون القلق اليومي ومرارة العيش لأنهم ليسوا من ابناء الموسورين قطعاً .. او المشهد الاخر من المعاناة حين زرت المقبرة في النجف .. الأمهات والزوجات الفاقدات ، يشاركهم اليتامى الفاقدين للأب المعيل ، وهم يبثون شكواهم للأحبة الذين أصبحوا تحت الثرى ، او مشاهد الرضّع الذين تضعهم الأمهات بجوار القبور – حسب وصية الأب الشهيد – كربلاء عادت من جديد في مقبرة النجف .. قوافل من ورود العراق تزَّف يومياً ولسان حالهم يقول نحن وفينا لتراب العراق فعليكم دين الوفاء لرعاية من تَرَكُوا ورائهم من ابناءوامهات وزوجات .. او الجرحى الذين يعانون الآلام وعدم وفرة الرعاية الطبية بمستوى التضحيات والجراح — هل عندكم فكرة عن مشاهد البطولة والاقدام التي ليس لها نظير في الكون .. عطاء كبير في سوح الجهاد اقدام وفروسية لم يشهدها تاريخ الحروب .. تضحية تصل لحد التهوُّر لأجل مباغتة عدو او إنقاذ طفل او امرأة من العوائل المحتجزين من قبل شراذم وزمر داعش السفلة ..
ختاماً دين في رقابنا جميعا ً – واقصد من يستطيع ان يجود بما يقدر – ان يقدّم لعوائل الابطال الشهداء والاحياء ، كنوع من عرفان بالجميل وان لايساوي شيء بمقارنته بالدِّين الذي لهم في أعناقنا بالدماء الزكية .. فهؤلاء يستحقون منا كل خير !
رحم الله شهداء العراق والشفاء العاجل للجرحى
ويارب احفظ جميع المرابطين في سوح الجهاد لأجلنا – لأجل العراق