23 ديسمبر، 2024 6:52 ص

عيد بثلاثة بداية الميراث في الشرق الاوسط

عيد بثلاثة بداية الميراث في الشرق الاوسط

دامت أيام العراقيين أعيادا ودام ظلهم على الارض إستواءً مبينا فـ “الارض يرثها عبادي”
حل عيد الفطر هذا العام 2015 مكللا بحسم قضيتين ظلتا عالقتين.. كل منهما أخذت وقتها من إقلاق المجتمعين الدولي والمحلي؛ حتى ظن الجميع ان العالم مقبل على نهايته.
الاولى هي المفاوضات النووية، بين إيران والوكالة الدولية للطاقة النووية، التي أسفرت عن إتفاق تقطعت له أنفاس العالم، وضعت فقراته حسب مقتضيات المصلحة الكونية، من دون أن تنثلم رفعة ايران.
والثانية هي إندحار “داعش” في العراق، وهو موصول بالقضية الاولى؛ فمتى إطمأنت أمريكا، الى أن إيران لن تشكل خطرا عسكريا.. نوويا على إسرائيل، لن تعنَ بالتحفظات الخليجية.
 
مرونة أخلاقية
تضافرت فرحة العيد هذا العام مع الاتفاق النووي الذي سيسرع بنهاية “داعش” ولن تعد تدعمها أمريكا، التي تمتاز بمرونة اخلاقية، في التنكر لصنائعها، سواء بالشر ام بالخير، والدليل هما أسامة بن لادن الذي تخلت عنه بمجرد ان ضيق على الوجود الروسي في أفغانستان، وصدام حسين، حال إنتهاء حربه على ايران.
لذا فـ “داعش” التي صنعتها امريكا؛ لإقلاق المنطقة، ستتخلى عنها، وربما تساعد العراق وسوريا واليمن على إعادة بناء الخراب، الذي أسهمت به بشكلين.. مباشر وغير مباشر.
وتلك فرحة بحد ذاتها، موصولة بفرحنا ونحن نرى الجيش العراقي المهزوم، يعود مع الحشد الشعبي وفصائل المقاومة؛ لتحرير الانبار وإن شاء الله الموصل.. و”العاد ما كأنه هرب”.
 
حسابات تالية
مبارك للعراقيين الحسابات التي ستتخذها الحكومة، بعد الانتهاء من تحرير المناطق التي إغتصبتها فلول “داعش” من حيث بناء جيش حقيقي.. رصين، مدرب وكفوء، بحجم التحديات، لا “فضائيون” فيه وأفراد سيطرات مشغولون بالموبايلات والاعتداء على المسالمين، يجبنون عن مساءلة السيارة المشكوك بأمرها.
كل هذا سيعاد النظر به، على أثر هزيمة “داعش” الآتية حتما؛ بأثر توقيع الاتفاق النووي بين ايران والغرب، فهو عيد متصل، ذو مراحل ثلاث، سيتخذ موعدا يؤرخ به لمستقبل الشرق الاوسط، الذي سيكون يوتوبيا (جنة على الارض) تعنى شعوبه بالبناء الحضاري للفرد والمجتمع والريف والمدن.. إن شاء الله.
دامت أيام العراقيين أعيادا ودام ظلهم على الارض إستواءً مبينا؛ فـ “الارض يرثها عبادي”.