ظلم و تكفير و قمع و تنكيل على طول اكثر من 1200 سنة كانت من نصيبنا في العراق, و مثل ما هو معروف, الامور تغيرت بعد 2003, السلطة بادينا, و نزعنا اغطية التقية و المحاباة, و حدينا سنونا و سيوفنا, و مثل ما قال امامنا “من ملك استأثر”, عقائدنا و طقوسنا لازم نؤديهن بكل مكان, و منائرنا لازم تصدح بأعلى الاصوات, حتى لو كانت هذي الاصوات تزرف اذان اخوتنا في الوطن, هذا حقنا و لازم نعوض ضيم السنين الغابرة, هذي بضاعتنا و اللي ما تعجبه يطبه طوب.
لكن خل نجي و نفكر عدل, الى متى نستمر بدق وتد الحقد و الكراهية بأجساد الاجيال القادمة؟ الى متى يبقى التعصب و روح الانتقام و التشفي مسيطرة على عقولنا و قلوبنا؟ هذي الايام نحتفل بعيد الغدير, و القصة معروفة, و مختصرها -حسب المرويات الشيعية- في هذا اليوم (الغدير) اعلن النبي أن الخلافة مُلك طابو لعلي بن ابي طالب, و من خلال الاحداث اللاحقة يتضح أن عمر و ابو بكر و عثمان- اقدس الشخصيات لدى السنة- حرامية و مغتصبين و كلاوچية! المشكلة ليست هنا فكل هذا تاريخ و قابل للجدل و بإمكاننا أن نتناقش حوله في جلسات حوار حضاري.
المشكلة أن احتفالات كبرى تقام في هذا اليوم, و تنقل عبر الفضائيات الرسمية تتخلل هذه الاحتفالات عبارات تطعن بمقدسات شركاء الوطن و تسخفها, مشكلة اكبر أن تقام هذي الاحتفالات داخل الجو الجامعي اللي يضم طلاب من مختلف الاتجاهات و الطوائف, طبعاً الطرف المقابل ما راح يسكت على هذي الاهانات و راح تظهر ردود الافعال بشكل مشاعر عداء و كراهية واضحة على الوجوه و قد تترجم الى دعوات تكفير و ابادة, و كل الدواعي لهذي الاحتفالات-مهما برروها و جملوها و عظموها و نفخوها – تافهة و سخيفة و بدون اي معنى سوى أنها باب تدخل من خلاله رياح الشر المهلكة.
ربما نحتاج الى شاشة عملاقة يقف امامها الناس جميعاً, شاشة تحاول توصل صورة الاحتراق, احتراقنا احنا بنار الطائفية اللي كل يوم نزودها بحطب متكون من دمنا و شبابنا و طاقاتنا و صورة اخرى مظلمة لمستقبلنا و فيلم طويل عن معاركنا, معاركنا العبثية مع انفسنا, و محد راح يفوز بهذي المعارك.!