23 ديسمبر، 2024 3:44 م

عيد العمال…عيد الأهمال‎

عيد العمال…عيد الأهمال‎

1آيار..نحن جيل السبعينات كنا لانعرف من هذا اليوم سوى انه يريحنا من تعب يوم مدرسي شاق,مع بعض الاحتفالات التي تقيمها النقابة البعثية وتعرضها قناة الشاشة الواحدة في زمن القائد الأوحد,في بلد كان الحلم فيه ممنوعاً فكيف بتشكيل نقابة تطالب بحقوق شريحة من شرائح المجتمع،حتى قرر القائد الضرورة يوماً تحويل العمال الى موظفين بقرار مضحك ينم عن عدم معرفة بمبدأية القضية العمالية وأن الأمر لايخص التسميات لا لشيء إلا لتهميش تلك الشريحة ،وحتى الآن لايذكر العامل إلا ببعض اللافتات التي لا تتعدى محيط مقر الحزب الشيوعي ومسيرة خجولة تقيمها النقابة الشيوعية وليوم واحد فقط في السنة،ويحتار البعض ماهو الربط بين الحزب الشيوعي والعمال،فهل ان عمال العراق شيوعيون أم أن شيوعيي العراق هم عمال؟وبالطبع فأن تلك التساؤلات تطرح في عام 2015 وليس في اربعينيات القرن الماضي وفي العراق لا في الاتحاد السوفيتي، والأخوة في الحزب الشيوعي لا زالوا متمسكين بنظرية رفع المظلة في بغداد لأتقاء أمطار موسكومع ضياع هوية ذلك التشكيل بعد أختلاط المفاهيم الدولية ، فأم الشيوعية اليوم أصبحت دولة رأس مالية تتجلى فيها الكنيسة بشكل بهي وأبنتها البكر الصين تعيش حالة من الطبقية منقطعة النظير مع أختفاء البدلات الزرق والدراجات الهوائية وأجراس المصانع الموحدة والأخوة في العراق وكأنهم يعزفون أنغام تراثية على أطلال نظرية فشلت في أمهات نشأتها وليس لها صدى في مجتمع غلبته القبلية وسيطر عليه تجار الدين، فمجرد تعليق لافتات في يوم واحد من السنة لا يعني تبني القضية العمالية ايها السادة، نحتاج لنقابة عمالية حقيقية واضحة المعالم غير مرتبطة بحزب او جهة ونقيب يظهر قوته من خلال مطالب حقيقية تضمن أبسط حق لتلك الشريحة التي ذابت في سيارات السايبة وأخواتها (الصفر)، فتوفير فرص عمل للعمال من خلال خلق مجال اقتصادي يحوي تلك الشريحة فضلاً عن أنشاء سوق عمل تبين حجم العمالة وقياس مستوى البطالة وسن قانون يحفظ كرامة تلك الشريحة ، كل ذلك يعتبر حجر اساس لأعادة بناء تلك الشريحة وحفظ هوية نقابتها التي ضاعت في دهاليز ارتباطها بالحزب الشيوعي والذي يحتاج بدوره الى أعادة رسم ملامحه وايضاح خطوط عمله واقترابه من هوية مجتمعه الحقيقية وتبني مشروع واضح مع خارطة عملية لتنفيذه لا شعارات رفعت قبل 40 عاماً أو أكثر وليكن من ضمنها المشروع العمالي لا النقابي و لتحيا تلك الشريحة المهمة بعز وكرامة لا بشعارات سنوية ومسيرة خجولة ولتنفض غبار الأهمال وتلبس ثياب العمال.