23 ديسمبر، 2024 8:37 ص

عيد العالمي.. ونضال العمال من أجل تكافؤ فرص أفضل

عيد العالمي.. ونضال العمال من أجل تكافؤ فرص أفضل

في الأول من أيار كل عام …اعتاد العمال، من كل أصناف العمل، وكذلك الجمهور، المؤازر لهم، والمتعاطف مع قضاياهم، الاحتفال بعيد العمال العالمي.

وتاريخيا، وقبل الاعلان عن هذا اليوم بسنوات، كانت شيكاغو في ثمانينات القرن التاسع عشر، تخوض نزاعات عمالية لتخفيض ساعات العمل في( هاميلتون)، وبشكل خاص في الحركة التي عرفت يومها، بحركة الثمان ساعات، كناية عن حق العمال بتقليص ساعات العمل اليومي إلى ثمان ساعات . وهكذا كانت بداية عيد العمال يوم ٢١ نيسان ١٨٥٦ في أستراليا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث طالب العمال في ولاية( شيكاغو )في نفس العام، بتخفيض ساعات العمل اليومي، إلى ثماني ساعات، وتكرر الطلب في ولاية كاليفورنيا. وكان أول عيد للعمال في الولايات المتحدة الأمريكية تم الاحتفال به في٥ /أيلول /١٨٨٢ في مدينة نيويورك.

ويأتي الاحتفال بعيد العمال العالمي على خلفية ما عانت منه شريحة العمال، في الرأسمالية المعاصرة، من الكدح، والشقاء، وما تعرضت له من الافقار، والاستغلال، والاذلال، في المصانع، والمناجم، والمزارع، وشركات المقاولات الكبرى المتعددة الجنسيات. حيث عانى العمال من الفقر، والبطالة، ومن تدني الأجور، والاستئثار بفائض قيمة العمل، وغياب التشريعات المنصفة لحقوقهم، وانعدام الحماية الاجتماعية، وغياب تكافؤ الفرص، وتزايد تركز الثروات في ايدي قلة من الطفيليين الرأسماليين، الذين يمارسون ابشع مظاهر الاستغلال بحق العمال في سوق العمل ، ويساهمون في تأجيج الحروب، واذكاء الصراعات، في كل مكان لتصريف منتجات مصانعهم،وتعظيم أرباحهم. فالنظام الرأسمالي يقوم على قاعدة تحقيق أقصى الأرباح للرأسماليين، كدافع من وراء النشاط الاقتصادي، وليس على قاعدة تلبية الاحتياجات الأساسية للناس. ولذلك فالرأسماليون يتسابقون في السوق على تخفيض تكاليف الإنتاج، من خلال تكثيف استغلال العمال، وتسريح العمال الحديين، ممن ينضب فائض قيمة عملهم مع الزمن،وخلق بطالة في السوق، تدفع بالعمال للتنافس على فرص العمل، بأجور أقل.

ومن هنا بدأ وعي جماهير العمال في كل أنحاء العالم، يتصاعد، ويتناغم مع حجم الاستغلال البشع لجهودهم، ومصادرة حقوقهم، من قبل الرأسمالية المتوحشة. وها هم ينظمون انفسهم في نقابات، واتحادات عامة ، وذلك في اطار سعيهم المشروع للحصول على حقوقهم، والوصول إلى تكافؤ فرص حقيقي ، يمنحهم المشاركة في صنع القرار،في كل المجالات، ويحررهم من كل تبعات الاستلاب الرأسمالي، الذي جردهم من انسانيتهم، عبر مرحلة صراعهم المرير مع أرباب العمل، ومالكي رأس المال.