23 ديسمبر، 2024 12:54 م

عيد  الحب عراقيا  

عيد  الحب عراقيا  

يحتفل العالم بعيد الحب”الفالنتاين” لأسباب شتى، فهناك من تعارف على هذه المناسبة كعرف اجتماعي متبع، لاسيما في اوربا  وغيرها من دول العالم المسيحي، كما ان الكثير من الشباب العربي يحتفل بها كنوع من عولمة العلاقات الاجتماعية ، مابين الشرق  والغرب ن فيما يحتفل  به الكثير من العرقيين ، فقط كمناسبة للخروج من أثقال هموم المرحلة التي يعيشون بها ، وتعبيرا عن رفض  مفصلي لاثام التقاليد البالية التي  تنادي بها مؤسسات جديدة على المجتمع جعلت الطفلة في عمر التاسعة  امام واجبات الحجاب، فيما تنادي حقوق الانسان بحق الطفولة في النمو والارتقاء والتمنية المستدامة من خلال المأكل والملبس والدراسة ، لكن هذه الآثام التي اخذت تنتشر في مجتمعنا تنادي  بتطبيقات تحت اسم “الإسلام السياسي”، وليس الدين الإسلامي ، فقط  من اجل  نشر معالم تطبيقات ” الولي الفقيه” او تحويل المدن الى  قندهار عراقية ،من اجل افهام المجتمع بان ثمة طفرة جديدة بالعودة الى الوراء  في فهم الإسلام  كدين اعتمد الوسطية، في مقابل تشدد اسلامومي سياسيا ، لا يتعرف بهذه الوسطية من شيء ، الا في  قشور التطبيق، فيما  تتصاعد حدة الاتهامات لهذه الأحزاب الاسلاموية ، ليس في العراق فحسب ،بل في معظم الدول الشرق اوسطية ، بكونه مجرد  تطبيق لأجندات تخدم الصهيونية، وإسرائيل  تحديدا، بكراهية المجتمع للدين الإسلامي الحنيف، بهذه التطبيقات،التي تجعل المواطن يبحث عمن ينادي  بشعار” الدين أفيون الشعوب”، مقابل  ذلك لا اعتقد بان اي من المتصدين  للشان العام في هذه الأحزاب  الاسلاموية ، هو قادر على فرض شعاراته على نفسه، ما بين زواج المتعة او المسيار، بينما يؤكد جاهليته الاجتماعية على الآخرين بكون تحنيك الحجاب  للطفلة البالغة واجب ديني،لكنه لا يفرض هذا الواجب على نفسه وهو يتلصص بنظرات الشهوة حين تقع نظراته الجارحة على مفاتن زميلته  في العمل  او الجامعة، وان كانت محجبة  ومحنكة ايضا !!
  وفي وجه اخر، من احتفال العراقيين بعيد الحب”الفالنتاين” تاكيد تلك اللحمة الوطنية البارعة في توصيفها ما بين الشيعة والسنة  والعرب  والكرد ، حينما تكون الزوجة والحبيبة من هذا الطرف او ذاك ، كنوع من السم الأهلي ، وكما هي الصلاة الموحدة ، كنموذج لتوظيف العبادات في ترسيخ سلوكية  قبول الأخر ،فان الاحتفال بهذا العيد، وان لم إسلاميا او عربيا بالوصف المتكامل ، الا ان ازدياد الاقبال الاجتماعي عليه، يرسخ هذا النموذج من قبول الآخر تحت عنوان ” الحب” وعيده، لذلك انتشرت باقات الزهور الحمراء في  معظم اسواق بغداد ، باحثة عن ذلك المشتري الذي  يغازل معشوقته بعيون الورد في  يوم الفالنتاين .
  ويبقى هذا اليوم، ذكرى عطرة، في أجواء مشحونة من مظاهر الترقب والحذر ، التي  تسود في  بغداد  ومدن العراق الأخرى ، ليس لشيء فقط لان الكثير من ساسة العراق، ما زالوا لا يجدون في جلسات حوارهم غير الخلافات والتضاد، في وقت قفز الشعب الى التعبير عن عيد الحب فيما بينهم، وتركوا ساستهم وراء ظهورهم، يتناوشون في تصريحاتهم كل منهم الاخر بشتى التهم وألفاظ التشهير ، دون ان يتمنون  للشعب الذي أوصلهم الى  مقاعد السلطة من ناخبيهم عيد “حب” سعيد  .