لعيد الجيش هذا العام, نكهة خاصة ,فقواته تخوض معارك “لتطهير ارض الوطن من الجماعات التي تريد العبث بأمنه”, وأبناءه محتضنين الأرض وفي ثنايا روحهم شوق يتأجج وحنين يغلي لعناقها وعدم التفريط بشبر منها مهما كلف الأمر واشتد الوطيس,وشهداء طرزت أجسادهم بعبق الحرية وأريج الولاء للوطن وعطر الشهادة,وشباب توافدت على مراكز التطوع تلبي النداء وشعب يساند قواته بكل ما أوتي من قوة,ومشاهد أتحدى العيون ان تصمد ولا تغرف الدموع في حضرتها,أمهات الشهداء وعوائلهم يزفوا أبناءهم بأهازيج ممزوجة بالدموع والزغاريد وصوت يخرج من بين ثنايا “راية الله واكبر”(يمه استشهدت حتى الامان يعود ,صيحي ابني بطل ميخاف سواها ووصيتي اعلة الجنازة رايد اتهوسين هاي الرادها وهاي التمناها)
بهؤلاء يقاتل العراق الأعداء بهؤلاء يبنى الوطن وتؤد الفتن ويتكاتف السني والشيعي والكردي ومن كل المكونات الأخرى جنبا الى جنب دفاعا عن الوطن نعم عن الوطن ولا شيا سواه,لا مزايدات ولا دعايات انتخابية اذا كان الخطر يهد امن العراق ,اليوم تسترخص الأنفس وتتعالى الأصوات لنصرت أهل العراق في الانبار رئة العراق الغربية التي لا تستنشق ألا عبق الوطن,بهذه الصور نستذكر عيد الجيش الأغر الذي اسطر أروع الملاحم والبطولات منذ تأسيسه في السادس من كانون الثاني عام 1921في ثكنة قرب الكاظمية من الضباط الذين خدموا بالجيش العثماني وشكلوا فوج “موسى الكاظم”,ومنذ ذلك الوقت وعلى مدى تسعة عقود من الزمن ظل الجيش العراقي بيرقا يرفرف فوق ارض الرافدين و محتفضاُ بسجل حافل بالمآثر والبطولات ومطرزا بالوفاء إلى وطن تواق للحرية ورافضا للذل والهوان, الجيش الذي ولد من رحم شعب ناصب المحتل الذي ظل يتوجس منه خيفة وتجرع على مضغ تشكيل جيش عراقي وطني, ورغم وضع العصا في دواليب مسيرته من قبل الاحتلال البريطاني, الا انه شارك في حرب 1948 وترك اثرا بالغاُ في جسد العدو وشارك في حرب 1967 و في حرب 1973و في عام 1980 ,وقد زج الجيش في عدة انقلابات 1936 وثورة رشيد عالي الكيلاني1941 و في1958 وفي عام1963 ,وقد تعرض الجيش إلى اكبر انتكاسة في تاريخ مسيرته بعد أن اصدر الحاكم المدني الأمريكي(بريمر) امراً بحل الجيش,ويعد هذا الخطاء من الأخطاء الإستراتجية التي ما زلنا ندفع فاتورتها بعد أن استغل المتربصين الفراغ الذي أحدثه حل الجيش,ودخلت مجاميع مسلحة حاولت أن تمزق النسيج الاجتماعي وتحدث خلل في المنظومة الاجتماعية عن طريق طرح مشاريع طائفية, بدعم من دول عربية وأجنبية ساهمت وبشكل فاعل,لكن يقظة العشائر والجيش أحبطت هذا المشروع , وكل الشرفاء يحتفلون بعيد تاسيسة لــ(93) و يعقدون علية الآمال يحتاج الى دعمي شعبي وسياسي والى مزيد من الأسلحة المتطورة ليكون لنا حامي للأرض والسماء والعرض بعد الله.