18 ديسمبر، 2024 9:39 م

عيد الجيش أعياد ام لا اعايد

عيد الجيش أعياد ام لا اعايد

تنويه : الكتابة الانطباعية والتي فيها جزء كبير من سيرة ذاتية تعتبر شهادة مجروحة الا اني في هذا العمود أسوق مثالا عن نفسي كي أوصل فكرة عامة اي ان الكتابة غرضية لهدف وليس لسيرة ذاتية . 
اليوم ٦ كانون الثاني وهو الذكرى السنوية لتأسيس الجيش العراقي والذي يسميه البعض بالعيد وهذا يعتمد على الموضوع النسبي من ناحية المنفعة المتبادلة .
على مدى تشكل وعيي الشخصي كان بالنسبة لي الجيش العراقي نقمة على الشعب وعلى منتسبيه كونه كان اداة بيد السياسيين ولم تكن المؤسسة العسكرية وطنية مستقلة وقد استخدم كاداة قمعية ضد الشعب وبصورة مروعة يندى لها الجبين حين انقض على ضحايا الشعب في قمع انتفاضة الأحرار ضد نظام صدام القمعي عام ١٩٩١ وضحاياه لا تزال تئن تحت الارض بالمقابر الجماعية .
وعلى الرغم من الاختلاف  الفكري الحاصل بين وطنية الحرب  ضد الجارة ايران او الاعتداء السافر عليها والذي يروج له البعض الان كونه كان حربا وطنية للدفاع عن الحدود الشرقية للعراق والوطن العربي والذي راح ضحيته خيرة شباب العراق الا ان بان  الحرب كان النفس الشعبي كظاهرة ضد الحرب ولذلك عمد الكثيرون للتخلف عن الالتحاق بها منهم من عوق نفسه ومنهم فرّ وعدم ، فكان الذي يفر من الحرب لايعتبر متخاذلا كما يروج البعض الان لذلك بل بطلا شعبيا كونه يعرف بان هذا الفعل  قد يؤدي به الى الرمي بالرصاص إعداما ! وهذا لا يعني بان الذي خدم بالجيش جبانا لكل ظرفه وتفكيره لكنني هنا أسوق مثال المفاضلة التوصيفية للحدث الاجتماعي آنذاك ، فمن أفضال القدر كنّا عائلة تمقت النظام مقتا ومهما كان تصرفه نعتبره خاطئا ، وعليه موضوع الالتحاق بجيش صدام  يعتبر من الأمور المحرمة لديناولذلك كنّا كأخوة أربعة هاربين من الخدمة في جيش صدام ، وحين أتتنا فرصة مقارعة النظام بالسلاح لم نتوان َ عن ذلك وفعلا كان لنا الشرف مع اخوتنا الأبطال المنتفضين في حمل السلاح والذي اوسمني جرحا في راسي وانا أقاتل  في الصفوف الأمامية ضد جيش صدام القمعي ، وحين استتب الامر لصدام مرة اخرى وجدنا انفسنا في زاوية ضيقة جدالا مفر من الموت فيها ، فاصدر صدام عفوا ومن ضمن الذين ضعفوا وأرادوا النجاة بجلدهم  كنت أنا  فجلب لي طلب العفو لكي التحق في الجيش وكنا حينها هاربين في بستان جدتنا رحمها الله  وتناقشت مع اخي الأكبر لاحثه  على الالتحاق بالجيش ولأبرر  فعلتي أمامه ومن ضمن الحديث قلت له أنا رياضي وساتفرغ للرياضة كما معمول  به في ذاك الحين وانت تخرج أسباب صحية او غير مسلح كونك مريض( دوالي مزمنة متضخمة ) فقال لي ” بالامس كنت أحد المنتفضين والمقارعين  هذا الجيش كيف تستطيع ان تكون احد افراده فمجرد كونك عددا ستكثر السواد علينا ” فاخذ الورقة ومارس دكتاتورية الأخ الأكبر ومزقها وقال لايمكن ان تلتحق بركب جيش قمعي دماء الأبرياء لاتزال عالقة فوق فوهة بنادقه .
بعد سحل الصنم تشكل جيشا نخره الفساد أفراد ومراتب وقيادة وبَقى مستمرا بالوضع النفسي والية التصرف التعسفي والفوقي  كما جيش صدام وال اليه المئال من هروب جماعي أدى لاغتنام معداته واحتلال جزءا مهما من الوطن العراقي على يدي شلة بسيطة من شذاذ الافاق ومجرمي العصر الدواعش . 
ولذلك كنت لا اعايد ولا اهنئ الجيش بذكراه واقف بالضد  لكل من يفعل ذلك .
صحوة الجيش والتغيير الدراماتيكي الذي حصل بتأثره بالحث الاجتماعي لابناء الحشد الشعبي المقدس وارتداد الانفاس النقية التي برزت مؤخرا اعاد لي الثقة بجيشي ، الجيش الوطني الذي تؤدى له التحية ويكون موضع عز وشرف فلذلك ساعايده اليوم من كل قلبي وأشد على سواعد ابطاله وأقول لهم في عيدهم كل عام وانت مصدر فخر للعراق. 
وكما قال المفكر لا هارب ” كل انتصار عسكري نحرزه على غيرنا بلا ضرورة ، هو جريمة”