20 مايو، 2024 12:41 م
Search
Close this search box.

عيد الأضحى في ذاكرة طفل

Facebook
Twitter
LinkedIn

 إسيقظ صاحبنا ذات صباح بعدما أزاح عنه لحافاً كان قد لفه أهله به لكي يقوه برد الشتاء الضارب في العظم , استيقظ الطفل ذو الستة أعوام , على أصوات صراخ النساء وصيحات الرجال وبكاء في انحاء البيت , يتذكر انه جلس هادئاً , هدوء مشوب بخوف غريب , ثم رأى الاهتمام الكبير الذي لاقاه من ذلك الجمهور المحتشد في باحة البيت , إهتدى به احدهم الى غرفة كانت فيه أمه و عماته و أقربائه جميعهم , ثم لاحظ جثمان والده مسجى في المنتصف و البكاء لم ينقطع .
كثير من الحوادث التي غادرت ذاكرة الطفل , لكن هذه الحادثة و تفاصيلها يستطيع ان يعيدها لحظة بلحظة .
المهم وبعد مضي أسابيع من وفاة والده , استيقظ الطفل ليجد ان الحزن لازال عالقاً , بل ساكناً في بيتهم , هرع مسرعاً هذه المرة فوجد أمه و عمته ام وحيدة وام فاضل يبكين بهدوء فيه لوعة , في هذه الاثناء يتذكر صاحبنا , ان اخاه الكبير حسن حاول ان يأخذه الى الغرفة الأخرى لكي يغير له ملابسه , حاول حسن ان يعامل اخوه الصغير بلطف وعناية , لكن صاحبنا باغت اخاه بسؤال بريء , لماذا هذا البكاء اليوم ؟ يتذكر الطفل جواب اخي
ه الكبير له , قال له :ألا تعلم ان اليوم عيد الأضحى ! ولماذا هذا البكاء اذن ؟ لأن أبي مات واليوم عيد الموتى . هكذا يسمون عيد الأضحى في بعض مناطق العراق الى اليوم .
كبر الطفل وامتلأت حياته بأفراح و اتراح لكنه لا يستطيع نسيان ذلك المشهد الذي يتذكره أكثر من ثلاثين سنة . وهذه أول سنة التي فقد صاحبنا اخاه الكبير الذي ألبسه ثياب العيد عندما كان صغيراً .
لكنه حاول ومنذ سنين طويلة ان لا يعكس ذلك الحزن على عائلته وأولاده , فالحياة لا تستحق الحزن الذي يستنزف قوانا و طاقتنا و لذة عيشنا .
عيدكم مبارك .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب