18 ديسمبر، 2024 11:02 م

بسم الله الرحمن الرحيم {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }

الافراح والمناسبات مبعث شعور وبهجة تسر العين وتبهج القلب وتنعش الاحساس في ذات الانسان من خلالها يرسل التهاني ويبعث باقات الورد ويقدم الهدايا لمن هو قريب منه , مناسبات اجتمعت في يوم واحد عيد الأم , نيروز , وزكريا والأهم من الكل هو الأم لما لها من قدسية ومحبة ومكانة في قلب كل البشرية , لأنها مصدر الهام ووجود وعمق , اوصى بها الله سبحانه وتعالى وجعل في رضاها السعادة , وتحت أقدامها الجنة في حياتها وبعد موتها في صغرها وكبرها عطر يفوح شذاه، وعبير يسمو في علاه، وزهر يشمّ رائحته الأبناء، وأريج يتلألأ في وجوه الآباء، ودفء وحنان وجمال وأمان، ومحبّة ومودّة، رحمة وألفة، أعجوبة ومدرسة، شخصيّة ذات قيم ومبادئ، وعلو وهمم, صفاء القلب، ونقاء السريرة، ووفاء وولاء، حنان وإحسان، تسلية وتأسية، وغياث المكروب ونجدة المنكوب، وعاطفة الرجال، ومدار الوجدان. شمعة مقدّسة تضيء ليل الحياة بتواضع ورقّة وفائدة, تحيا وتعيش من أجل بناء أسرة متماسكة مترابطة، تظهر كنورٍ مضيء في الظلمات لترشدنا إلى طريق صحيح، وتسهر كالقمر إن أصابنا مكروه أو علّة في ليالي الألم، كالمقصّ الذي يقطع أشواك الجرح والأذى من ربيع العمر , كل شيء في هذه الحياة التعزية في الحزن، الرجاء في اليأس، والقوة في الضعف. , قسيمة الحياة وموطن الشكوى وعماد الأمر، وعتاد البيت ومهبط النجاة، آية الله, ستبقى مثالية، حنونة، جميلة، وعطوفة مهما حطت بنا الأقدار وأودى بنا الإعصار. أمّي هي النّبع الذي استمدّ منه أسمى مبادئ حياتي .

{شكتب يا شعر يا يمه حته ارضيج وانه ادري الشعر لو شافج تغطه

واحلى من الكمر لو ردت اقارن بيج ادري الكمر عالي ولجلج اتوطه }

لمستك تزيل الخوف من خلجاتي, قلبك هوَّة عميقة ستجد المغفرة دائماً في قاعها. ,سرّ الحياة ومهاج الغضب ومقعد الألفة ومجتلى القريحة، ومطلع القصيدة وموطن الغناء، ومصدر الهناء، ومشرق السعادة, قلباً أجد في نبضاته الأمان، يا بيتاً يفوح في أرجائه الحنان. الأم كلمة رائعة عظيمة صادقة ومعبرة، حركت رياح المشاعر في داخلي، وهزت سفن الإحساس في قلبي، وهيّجت بحار المحبّة في كياني.

أمي ما تعرف حقد …………..أمي أحلا من الورد

قال الشاعر كريم معتوق :

وصى بك الله ما أوصت بك الصحف ……والشعر يدنو بخوف ثم ينصرف

ما قــلت والله يا أمــي بقافـيةٍ … إلا وكان مقامًا فوق ما أصف

احتفالية صغيرة تجمعنا معا لنقدم لمن كانت سبب وجودنا وموطن أسرتنا ونجاحنا في حياتنا ان نكون بها محتفلين , ولمشاعرها مهنئين , وبعيدها محتفلين وسط شموع الفرح وكيكة العيد وضحكات وقبلات تعيد لها روحها وشعورها واحساسها بأنها المهمة فيهم ومركز ثقلهم وعنوان سعادتهم . أما تلك التي سكنت القبور وتوسدت الأرض بجوار ربها نقف لها معتذرين بدموع يعتريها الحزن واللوعة بعد ان فارقتنا منذ زمن بعيد , أمي ان بكيت وندبت ورثيت ونثرت الكلام لا يكفي , فقد تحملتي الكثير وقاومت الصعب وآسيت بقلبك الكبير وصدرك الرحب واخلاقك الكريمة , طفولتي , شقاوتي , دلالي آه آه آه ياأمي ندمت على لحظة عصبية , وبعد عنك في حياتك , لحظات لا تعوض وزمن لا يعود وصفحات انطوت , عصيتك لا كرها واذيتك لا عنادا أنما فورة شباب وعمر مراهقة وطيش طفولة , برغم من عقوبتك لي الا انك سرعان ما تحضنيني وتبكين نادمة , ما أطيب قلبك وأقسى قلوبنا أمي { أسكنيني بين عينيك شعاعا … واحضنيني قد كفى عمري ضياعا ياعيوني حدثيني حينما كنت صغيرا.. كيف أمسي حجرك الحاني سريرا يحتويني وحداء منك يسري نم صغيري … خبريني كيف ناديت الحمام في حنان كي انام خبريني كيف تجرين لضمي كلما ناديت أمي .. خبريني كيف كنت ترضعيني كلَ حين حبَ ديني.

فوجودك حياة دعواتك نجاة واقدامك جنة , لن أجد أوفى من قلب أمي أبدأً فقلبها الوحيد الذي ينسى نفسه ويتذكرني , آليت على نفسي في عيدك الأغر ان أُصبح عليك في رقدتك السرمدية كي أكون قربك ,أناجيك في كلمات تسمعينها ولا تستطيعين ردها فانت في ضيافة الخالق الكريم أودعتك كل آلامي واحزاني وبثثت شكواي عسى ان تُسمع بأذن واعية وباب للخالق ان يستجيب لها فانت معدن الحنان وعمق المحبة { يامسية العافية عليكم يهلنا }
أطلت الوقوف أمام قبرك عسى ان اسمع أنه أو كلمة أو عويل نومة سرمدية لا حراك فيها ولاأنين .