22 نوفمبر، 2024 11:10 م
Search
Close this search box.

عيدكم شهيد وأيامكم معارك وكل عام وانتم بخور

عيدكم شهيد وأيامكم معارك وكل عام وانتم بخور

قوافل الشهداء تتزاحم على مقابرنا الجماعية، ولم يبق سوى الموت مجاني في بلادي، نغرق في طوفان القتل الطائفي والفعل الهمجي، وبلا جواز أو شهادة ميلاد نعرض للبيع المجاني، في زمن عبيد العاهرات، الّذين يتخذون من الأجساد والأعراض خرائط لنذالتهم وملذاتهم، ويستحمون ببركة الدماء التي تنزف من زفاف الأبرياء الى جناتهم، ونظلم الوحوش حينما نقارن شهواتهم وبشاعتهم؟!
بدلاً من التهاني ننشر صور شهدائنا، وننزف ألماً على وطننا الذي يتلاعب به الغرباء الأشقياء السفهاء، الأنذال المنحطين ابناء العاهرات.
لا يروق لأي عراقي شريف، أن يرى مشاهد الرعاع وهم يجوبون ارضنا بملابس الأفغان، ويطلب من النساء الختان، وتفجر مراقد الانبياء والاصفياء وحضارة الحدباء، تدمي القلوب وهي تشاهد سيول الدماء البريئة تراق على ارض العراق بيد الغرباء، وتُرى صور الشهداء تتناقلها وسائل الإعلام، وألاف العوائل تعيش في العراء تبحث عن مأوى وعن رغيف خبز.
أستشهد عيدنا دفاعاً عن المقدسات، وطحنتنا المعارك التي يقودها ثيران وحوش لقطاء، كيف لنا ان نقدم التهاني بالعيد وشرف العراقيات لا يصان، ويتعرض المسلمون والمسيحيون والشبك والقوميات الى الاذلال؟!
في العيد ننتظر الفرحة والتهاني، ونقلب صور الأحبة والأصدقاء، ولا نجد سوى صور دماء وشواهد تزاحم المقابر، وتمنع قراءة سورة الفاتحة على الأموات، تلغم الطرقات والأحياء، من تفكير إقتاد الجهلاء الى الهمجية واللوطية والزنا بالمحارم وتحريم المحللات.
كيف لنا ونحن نقلب ارقام الهواتف، نجد من بين المطلوب التواصل معه رحل بلا عودة، كيف لنا الفرح وفي القلب ألف أه على عودة الجاهلية، وأنحراف من إقتادته افكاره الى التربع على سلطة أباحة دمائنا، في مزاج نشوة التشبع بالدماء.
كم عزيز نبكي عليه، وبطل شجاع تمنينا ان ننال درجته الشرف والسمو، كيف نفرح وأبنائنا في رمال المعارك، وصحراء عقول العرب، تقابلهم أجساد نتنة شربت حليب الذل والهوان والتسكع وعبادة الماجنات.
إستشهد عيدنا على اعتاب الوطن والأعراض والمقدسات، وأيامنا معارك تصارع الجاهلية منذ أن أنزلت رسالة السماء، وأجسادنا بخور يعطر سماء وطننا بمواقف الشجاعة والكرامة والإباء.
نفتخر ان تستمر قوافل الشهداء، ونرفع الرأس عالياً في الإعياد بقبول الأعمال ونيل شرف الشهادة، ونعتز إننا امة عرّفت المعمورة معنى الأنسانية، نحزن مع المسيحين، ونتقاسم مع القوميات رغيف الخبز، لكننا نبكي على العيد لأن جسد وطننا يمزق بسكاكين الغدر، وأموال البترول ونزوات السلطة وسوء التدبير، وإننا على مفترق طرق لا يقبل أنصاف الحلول، ولا تمسك من أحد بالمنصب على حساب الوطن، لأن الوطن وكرامة الشعوب غاية، والحكم مجرد وسيلة، وكل وسيلة لابد أن تكون من جنس غايتها، فلا مساومة على وحدة الوطن مقابل بقاء أشخاص متشبثين ملتصقين بمناصب المغانم، وأمراض من مخلفات الإستبداد.

أحدث المقالات