وفقا لعلم السياسة ، تكون عقيدة الجندي في أي دولة في العالم ، هي الدفاع عن السيادة من خلال مسك الأرض داخل حدود الدولة ، إلا عقيدة الجندي الامريكي المتمثلة بالمفهوم المرن أو المطلق للأمن القومي الأمريكي ، والذي تحول إلى فعل تجوب فيه الأساطيل الامريكية وقوات المارينز البحار والمحيطات ، أو تراها تتمادى في العدوان تارة تجدها في أعالي البحار وتارة تكمن في البحيرات والخلجان ، واليوم تحت لافتة الأمن القومي الأمريكي ترى تواجد الأساطيل في بحر الصين الجنوبي ، أو اقدام البنتاكون مؤخرا على استئجار أربعة قواعد في الفلبين بالقرب من التخوم الصينية أو عند الجزر المتنازع عليها بين الصين والفلبين ، أو بحجة الأمن القومي الأمريكي تمنع الويلايات المتحدة الصين بإعادة تايوان إلى حضنها المنيع ، وهكذا تقترب من محرمات الصين مهددة السلم العالمي . أو أنها كانت وراء تحريض اوكرانيا للانضمام للحلف الاطلسي متجاوزة مسلمات الأمن القومي الروسي عند الخاصرة في التخوم الروسية الأوكرانية ، كما وتملأ مخابراتها دول أمريكا اللاتينية لمحاربة اليسار والتحريض ضد الزعامات الاشتراكية التي أخذت تأخذ دورها ديمقراطيا في الزعامة اللاتينية ، وقامت مؤخرا بتشكيل قيادة الافريكون متعمدة التدخل تارة ضد التواجد الروسي في افريقيا ، أو ضد التمدد الصيني ، وللويلايات المتحدة 13 قاعدة عسكرية دائمية في افريقيا وقواعد أخرى مؤقتة ،
ولم يكن مفهوم الأمن القومي الأمريكي معلنا بعد الحرب العالمية الثانية إلا من خلال الحرب الباردة ، وكان هذا المفهوم متحسبا في سلوكه ابان فترة الاتحاد السوفيتي ، لكنه بات عقيدة معلنة تفسر تحركات الويلايات المتحدة إزاء الأحداث السياسية في العالم المعاصر ، وقد صار للويلايات المتحدة أكثر من 800 قاعدة عسكرية في نحو 150 بلدا أو منطقة استراتيجية ، وأخذ مفهوم الأمن القومي الأمريكي بداية هذا القرن يبني محيطا عسكريا حول الصين ، فلها مثلا في اليابان أكثر من 50 الف جندي ، ولها أكثر من 33 الف جندي في كوريا الجنوبية ، وقواعدها المتطورة جدا في المانيا تحوي أكثر من28،500 الف جندي امريكي، واليوم ينتقل مفهومها القومي للأمن إلى سوريا حيث لديها 900 جندي ، وفي العراق أكثر من 2،500 جندي ، ولها ملاك عسكري في الصومال وعدد من الدول الأفريقية ، وميزانية البنتاكون لهذا العام بلغت ٨٥٨ مليار دولار ، في حين بلغ الدين العام الأمريكي ٣٠/٤ تريليون دولار ، أي بنسبة تبلغ ١٢٥ بالمئة من الناتج القومي .
أن عولمة مفهوم الأمن القومي الامريكي تبعا لعولمة الرأسمال المالي أو الصناعي يدفع بالبيت الأبيض أما لاحتلال الدول كما حصل في أفغانستان والعراق ، أو خلق منظمات إرهابية تعبث بأمن الدول
والاقاليم تمهيدا وتبريرا للتدخل العسكري ، وهكذا يغتال هذا المفهوم السلام العالمي وهو الامل الذي تتمناه الشعوب . وتسعى إليه الأمم المتحدة ، ….