ربما لو رجعنا الى تسعينات القرن العشرين المنصرم ، لكان من الصعب علينا الحديث عن (( عولمة )) لاي ظاهرة اجتماعية انسانية قومية بغض النظر عن العولمة في اطار الشعائرالحسينية الخاصة ، التي نعيش ذكراها في عالمنا الاسلامي اليوم !!.
وذالك لا لشيئ الا بسبب ان قبل تسعينات القرن العشرين المنصرم شيئ ، وبعده كان شيئ اخر !!.
قبل تسعينات القرن العشرين المنصرم ، كان العالم لم يزل يعيش في غفوة ماقبل الانفجارالعولمي الذي وصلت ارتداداته لكل بيت في هذاالعالم وربما كانت هناك صناعة وتكنلوجيا متطورة ووسائل اتصال حديثة تجعل القرب العالمي اكثر واقعية ، لكن ومع ذالك بقيت الشعوب ، والمجتمعات العالمية المتنوعة بعيدة نوعا ماعن هذه التكنلوجيا التقنية المتطورة التي تردم الهوة بين الاتصال المباشر بين العالم ، واعتبار ان هذه التقنية التكنلوجية ينبغي ان تبقى حكرا على اصحاب النفوذ والسلطة وادارة العالم انذاك !!.
اما ما بعد تسعينات القرن العشرين الماضي ، وبعد ان طرحت تكنلوجيا الاتصالات العالمية بكل تقنياتها الحديثة في الاسواق التجارية وللاستخدام الاجتماعي العام بدأت ظواهر التغييرالعالمية الانسانية ( الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية والعالمية ) تتصاعد بوتيرة عالية وخطى اسرع بفعل هذه التقنية وتكنلوجيا الاتصالات الصناعية الحديثة (( هاتف جوال ، انترنت وسائل نقل سريعة ، رفع التعرفة الجمركية ، فتح الاسواق تحرير التجارة العالمية …الخ )) مما فرض هذا التغيير العالمي المتسارع والمتداخل على الثقافة والفكر والسلوك البشري العالمي عملية البحث عن تسمية لهذه التغيرات الطارئة على حياة البشر فكانت (العولمة) هي الاسم الذي ارتآه الفكرالانساني الحديث منسجما مع هذه الظاهرة وهذه المتغيرات للعالم الحديث الصناعي المتغير !!.
في علم الاجتماع الحديث تناول متعدد الجوانب لمفهوم ومصطلح العولمة في العالم الحديث وربما كان الابرز في تناول علم الاجتماع لهذه الظاهرة العالمية المعاصرة هو : تعريف هذه العولمة وتاثيراتها الاجتماعية ومن ثم منطوياتها الفكرية والثقافية وتفاعلاتها القيمية والسلوكية المحلية والعالمية !.
والمهم هو ان ندرك ان العولمة : هي هذا العالم الذي اصبح اقرب مما كنا نتصوره وتحول بفعل التقارب في الصلات العالميةوالتداخلات الاقتصادية والسياسية والتطورات التقنية والالتقاءات الثقافية … الى ( قرية صغيرة ) تنتقل فيها المعلومة بسرعة هائلة ، وتاثر حركة اي بيت صغير او سلوك جماعي في زاوية منها على مجمل هذه القرية الكونية الصغيرة !!.
بالخلاصة : ان العالم كله يشاركنا اليوم في داخل بيوتنا ونشاركه كلنا في داخل بيته من خلال وسائل الاتصال الحديثة من جهة ، ومن خلال انتشار السلع التجارية في اسواقنا ، وداخل قدور مطابخنا للاكل ، التي تطبخ عدة انواع مستوردة من الخضار واللحوم العالمية صاحبة اللغات المختلفة وفي اجندات وحسابات مصالحنا وخسائرنا من جانب اخر !!.
بمعنى اخر : فرضت علينا العولمة اليوم ان نعيد من صياغة كل شيئ في حياتنا بدءاً باسلوب تفكيرنا الذي كان ينظرللاشياء بانعزالية ومحلية لننتقل رغم انوفنا لننظر للاشياء مع الاخذ باعتبارنا مشاركة الاخرين لنا في هذه النظرة ، وحتى تشكيل سلوكنا ، اصبح للاخرين في العالم دخل اساسي في توجيهه وتقنينه ، وهكذا في كل قيمنا ومصالحنا وحياتنا اليومية ، اضحينا بفعل العولمة مشاركين للاخرين بصنعها كما ان الاخرين في العالم ايضا مفروض عليهم ان ياخذوا وجودنا ، ومصالحنا ومنافعنا ومضارنا ….. بالحسبان ، والتفكير والقيم والسلوك والمشاعر ووو غير ذالك !!.
وعلى هذا الاساس نحن اليوم نعيش في عالم لا يمكن ، الا ان يكون بهذه الصورة من الاحتكاك والمصير المشترك وفي عالم من هذا النوع لايمكن ان تنظم الحياة فيه الا على اساس مسؤولية الحقوق والواجبات ، وكما كنا ولم نزل ننظر الى اعضاء اسرتنا الصغيرة ، او ابناء محلتنا في السابق او افراد وطننا الجغرافي … بان لهم حقوقا وعلينا واجبات نحوهم وينبغي ان يكون لهم حسابا في كل حياتنا وسلوكها ، ومخططاتها الانية والمستقبلية اصبح اليوم العالم بكل مجموعاته وجالياته وتنوعاته ولغاته وادابه وثقافاته … بفعل هذه العولمة يفرض علينا مسؤولية حقوقه وواجباته
وان لاننسى بكل تخطيط نريد التفكير به او السعي للوصول الى اهدافه ، او بكل سلوك نمارسه في حياتنا اليومية ان للاخرالعالمي مشاركة فيه وانمل في صناعته وكما انك لم تكن لتستسيغ (مثلا)ممارسة سلوك منافي لاداب التمدين عندما تجلس في مقهى محلي بالقرب من اخرين يعيشون معك في نفس الزقاق ، كذالك انت وهوالاخر العالمي مشتركين اليوم في نفس الموقع الذي تقارب جدابفعل التقنية الحديثة وتتشاركون فيه الحياة ولكل منكم مشاعره واسلوب تفكيره وقيمه …. التي ينبغي ان تحترم وان تاخذ بنظر الاعتبار !!.
قبل عصرالعولمة وتكنلوجيتها الصناعية الحديثة في الاتصالات والصلات الانسانية ربما لم يكن بعضنا ، ليطلع على عادات وتقاليد الشعوب والامم وممارساتها الدينية ، او الثقافية (( بغض النظر عن تقييمها ، او المساهمة المباشرة بصناعتها )) الا بشق الانفس من خلال قراءة الصحف او الكتب التي بحاجةالى ترجمة وطريق طويل حتى تقوم بوظيفة الصلات الانسانية الفكرية النظرية ، التي تتخيل صورة هذه التقاليد والعادات والقيم والثقافات والممارسات الدينية والعقدية لباقي الشعوب والامم !!.
اما اليوم فكل ثقافات وتقاليد وقيم ومعايير وممارسات وعقائد ، واديان … البشر حاضرة معنا في بيوتنا من خلال وسائل الاتصال العالمية الفضائية والتلفزية ونقلا صوت وصورة وحركة وانسان وممارسة ….. ولا مجال اليوم لتخيل او رسم صورة لتقاليد شعوب بعيدة كما كان حاصلا انذاك في الزمن الغابرعندما كانت تحاك الاساطير لعادات وتقاليد الشعوب البعيدة بل وحتى نسبة صناعة الاساطيروالمتخيل والكذب اصبحت في عداد الماضي امام نقل الصورة الحيّة لباقي الشعوب ، وهي تعبر عن ذاتها ، بكل تلقائية وقرب ومباشرة ، وبدون ان يفرض عليها خيال المقروء تلك الاسطورية التقليدية العجيبة !!.
بل اكثر من ذالك ربما كان في الماضي اوماقبل الحداثة والعولمة وباعتبار ان هناك مسافة بعيدة بين شعب واخر كانت لكل شعب(( انعزاليته )) التي توفر له نوع من (( الحرية في الحركة والممارسة والتفكير )) البعيدة عن تاثير الاخرين العالميين اوالتفكير بوجودهم اوحقوقهم وتدخل مشاعرهم في صناعة ممارسات هذا الشعب او ذاك ، وكثيرا ما كانت هذه الانقطاعية او الانعزالية قشرة البيضة التي كانت تحافظ على المسميات التقليدية الباطنية كالمحلية والشخصية والهوية او الاسرية او … الخ لكن اليوم ومن خلال فعل العولمة اصبح من المتعذر الحديث بانعزالية عن الخصوصية الثقافية او القومية او المحلية او ……. ليس بسبب ان لاوجود بعد لهذه المسميات الانسانية الاجتماعية في حياتنا ، ولكن بسبب ان هذه المسميات قد اختلفت مدلولاتها ، ومعانيها بفعل هذه العولمة حتى ان الحق الشخصي اصبح له معنى اخر هو ان تاخذ ابعاد الاخرين في حقوقك الشخصية ، التي بحاجة للفصل الدقيق بين ماهو شخصي فردي وبين ماهو حقوق المجتمع العالمي التي تطغى بامواجها العاتية على الحق الشخصي !.
نعم من حق اي فرد كما من حق اي شعب او مجتمع او جالية ان يتحدث عن حريته الشخصية في العالم العولمي اليوم لكن هناك فرق بين الحديث عن حق الحرية الشخصية ، وبين ان ندرك مؤثرات حقوقنا الشخصية هذه على حياة الاخرين وشخصيتهم وندرك مدى تاثيرحقوق الاخرين وحريتهم الشخصية على مسار واستقرار وحركة .. حياتنا الشخصية نحن ايضا !!.
ان من اخطر ما انتجته العولمة لنا اليوم انها ((هشمت او طورت)) مفهوم الخصوصية الثقافية ، او الهوية الاجتماعية المحلية بالكامل ، واحلت محله مفهوم العالمية بدلا عنه !!.
العالمية بمعنى التنوعية الانسانية التي تشارك بصناعة العالم اليوم فلم اعد امتلك من الثقافة ماهو منتج محلي ، الا بقدر ما امتلك من سلعة للاستخدام والاستهلاك اليومي داخل بيتي او وطني ، كما ان غيري هوالاخر لم يعد يمتلك من ثقافته المحلية الا نسبة قليلة !!.
اما النسبة الاكبر من تشكيل ثقافاتنا وعقائدنا وقيمنا ومعايرنا … والانساق التي تصنع سلوكنا …. فهي لم تعد بعد العولمة منتجا محليا قابلا للابتكار الداخلي او مهيئا للاستقبال الاسري ، او الاجتماعي او الوطني الجغرافي لاغيربل هي امست منتجا عالميا بامتياز وصناعة حداثوية بلا ريب ولهذا فقد اصبح ممارسة شعيرة من الشعائر الحسينية (مثلا) في العراق لاتبتعد ابدا في تاثراتها وتاثيراتها الثقافية والفكرية والقيمية والسلوكية … عن هذا النمط العولمي الذي يؤثر بصورة مباشرة ويتاثر بما حوله عالميا فلم تعد :
اولا : (فكرة) هذه الشعيرة محلية عراقية لاغير، او شيعية مذهبية اسلامية فحسب بل اصبحت جزءا من منظومة العالم الثقافية المنقولة فضائيا والتي تفرض نفسها على الثقافة العالمية ، كجزء مكون اليوم وفي المستقبل من مشّكلات هذه الثقافة البشريةالمعاصرة الذاهبة قدمافي صناعة عالم مختلف بكل ابعاده الانسانية الثقافية والقيمية والدينية …..الخ !.
ثانيا : على هذا الاساس من نظرة العالم الاخر اليوم ، لفكرة هذه الشعيرة الحسينية وممارسات المؤمنين بها ، وتقييم العالم العولمي اخلاقيا ، وتقبلها او رفضها مدنيا وحضاريا واقتصادياوسياسيا واجتماعيا .. سيتقرر مصير هذه الشعيرة وكيفية انصهارها بالثقافة العولمية في المستقبل !!.
ثالثا: من الطبيعي ان يكون للعالم العولمي الاخر الحق في قبول ما يناسب ذوقه الحضاري الثقافي الانساني من قيم ومعايير محلية سوف تكون احد مرجعيات (نظرته او ثقافته البشرية المستقبلية الجامعة ) ، كما ان من حق المحلي الشخصي ان يقبل او يرفض ما يناسب ذوقه الانساني العام من قيم ومعايير هذا العالم الواسع !!.
ولكن على اي حال لايدخل تحت اطارمفاهيم الحقوق والواجبات موضوعة التعايش المشترك بين المحلي والعالمي اليوم ، فصيغة التعايش قابلة للاخذ والرد اما واقع التعايش فهو مفروض على عالمنا اليوم ، وهو دائم البحث عن صيغ ثقافية قيمية مشتركة للتعايش تجمع بين المحلي والعالمي !!.
وهذه ايضا من صفات العولمة الحديثة التي فرضت على العالم ان يتقارب اكثر ويحتك اعمق ويعيش تحت سقف عالم بشكل قرية مصغرة تندفع بكل قوة لتشكيل ثقافة موحدة !.
رابعا : اذا قلنا بان المحلي سينصهر ثقافيا وقيميا ومعياريا واخلاقيا .. مع العالمي حسب قوانين العولمة القائمة فعليا وقلنا ان العالمي سينتخب ماهو الاصلح فكريا وثقافيا واخلاقيا وحضاريا وقيميا وسلوكيا من هذه الشعوب المتنوعة والمجتمعات المختلفة ، ليشكل منها ثقافة العولمة القادمة ، فيتحتم علينا عندئذ ان ننظر الى :
مالذي يشكل القاسم المشترك بين كل هذه الثقافات والقيم والمعايير والعقائد الانسانية المتنوعة لنتأكد من انها ستكون القاعدة والمرجعية لثقافة المستقبل العولمية !!.
بمعنى اخر نحن مثلا لانستطيع ان نفرض بعض السلوكيات والممارسات والافكار والقيم …. التي تتقز منها المشاعر والثقافة الانسانية العامة تحت بند حق الشعوب في انتخاب وممارسة ثقافاتها المحلية كيفما كانت لنطالب العالم باحترام هذه الثقافة ، وتقييم كل مفرداتها ، وجعلها من قواعد الثقافة العولمية الانسانية القادمة !!.
فمثل هذه الحالة لايمكن ان تفرض قبولها بهذا الشكل اللاعلمي ، ولا يمكن لعالم عولمي قائم على المشتركات الثقافية الانسانية والمصالح الاقتصادية ان يحترم ماهومحلي وغارق في المحلية الى حدالخروج عن النمط الثقافي الانساني المتحضرالعام !!.
لايمكن (مثلا) ان تفرض ثقافة القرى الافريقية البدائية القائمة على الصيد وجمع المحاصيل ، او فرض ثقافة الرعي للبدو الرحل اوالزراعة… على المجتمع الانساني العولمي الصناعي اليوم ، وجعلها من اساسيات الثقافة العولمية الحديثة ، ومن ضمن المفردات المشكلة لها !!.
بل المعقول ان يكون هناك تناسب بين ماهية الثقافات المحلية وبين ماهو انساني وحضاري ومنتميا لقيم العولمة وحقوق البشر والحرية والمسواة والعيش الكريم ….. وكل مفردات عصر العولمة !!.
ومن هذا المنطلق ايضا : لايمكن لعالم يعيش (مثلا) الحداثة بكل مفرداتها ان يتقبل ان تكون ممارسات سلوكية اجتماعية محلية وحشية تمارس باسم الشعائر الحسينية او فكرة همجية يروج لها باسم الدين او التقاليد والعرف …… ان يكون لها موضع احترام في الثقافة العولمية القائمة والقادمة لان العولمة بحد ذاتها لا تقبل الا ماهوانساني وحضاري ومنتمي لواقع البشر وحياتهم ومفرداتهم القيمية والاقتصادية ، فكيف لمثل هذا العالم ان يتقبل الوحشية والانغلاق تحت اي مسمى وشعار !.
نعم هناك صراع في العالم العولمي اليوم بين جميع هذه الثقافات الانسانية المتنوعة التي وجدت نفسها بغيرارادتها متداخلة مع باقي الثقافات الاخرى وهذه القيم والتقاليد المتنافرة لاكثر من شعب من الشعوب البشرية !.
لكن هذا لايعني ان هذا الصراع يقوم على فرض ثقافة المنتصر على ثقافة المهزوم كما طرحه (ابن خلدون )في رؤيته الاجتماعية في المقدمة او كما يطرحه من لايدرك من مفهوم العولمة الا التحليلات السياسية اللاعلمية بل ان صراع العولمة الثقافي والفكري والقيمي …. الخ الذي طرحته الحداثة والصناعة ، والتقنية التكنلوجية المتطورة ، بالاضافة الى ماساهم فيه العقل البشري الخلاق والمبدع الحديث ،هو صراع بطبيعته قائم على مبدأ البحث عن المفردات الثقافية والاقتصادية والحضارية الجامعة بين البشر وسواء كانت هذه المفردات الثقافية في هذا المجتمع المتطور
اقتصاديا او صناعيا او كانت في ذالك المجتمع المتخلف اقتصاديا او الفقير صناعيا ، وكل هذا يرجع الى ان صانع هذه الثقافة العولميةوالمخطط لمسيرتهاهوليس الانسان وميوله الشخصية لاغير بقدر مادخلت الصناعة وعولمتها بتحديد مسارات ومتطلبات هذه الثقافة !.
نخلص من هذه الرؤية ((العولمية الاجتماعية)) الى ان من يريد ان يرتقي بالشعائر الحسينية ، لتكون بمستوى الظاهرة العولمية الانسانية ومن ضمن المفردات المشكلة للثقافة العالمية القادمة ، فعليه :
اولا : ان يدرك ان للثقافة العالمية الجديدة اليوم (موازين عولمية) وقوانين حضارية وفكرية ولايمكن انتخاب هذه الثقافة العالمية لاي مفردة دينية او فلسفية او سياسية او اجتماعية .. اذا لم تكن تنسجم مع المفردات الانسانية العصرية العامة !.
ثانيا:طرح القضية وممارسة الشعيرة الحسينية هي التي تحدد اليوم عولمية هذه الفكرة والممارسة ، او محليتها التي سوف تندثر بفعل العولمة القائمة اي : ان ممارسة كالتطبير ،او ضرب الرؤوس بالسيوف ، او اسالة الدماء بوحشية او جلد الظهور بهستيرية غير سوية سلوكيا … كل هذا يجعل من الشعيرة الحسينية ظاهرة اجتماعية غير حضارية ، ولا انسانية وغير قابلة لان تكون عولميةبفعل وحشيتها البعيدةعن العقلنةوالسلوك الانساني السوي !!.
وطبعا هذا بغض النظرعن ان هذه السلوكيات تمنع ان تنخرط هذه الشعائر الحسينية على اساس انها ممارسة صالحة ، لان تكون لبنة في بناء الثقافة العالمية القائمة ، او تكون فلسفتها او شعاراتها صالحة لان تلتقي مع العالم بما هو يدركه من مفاهيم التحضر والعالمية !!.
وهذا حقيقة بعكس مالو طرحت ومورست هذه الشعائرالحسينية محليا ومن قبل المنتمين والمؤمنين بها بنوع من المسؤولية ، والاخلاقية الانسانية التي تفرض احترامها على العالم(المعولم) اليوم من خلال ظاهرة البكاء المعبرة اوظاهرة اطعام الطعام التي تقوم على التكافل الاجتماعي اوظاهرة ضرب الصدور ، او ظاهرة الخطابة والكتابة والشعر والتجمهرات الاجتماعية او ظاهرة اقامة المراثونات الراجلة والماشية الى زيارة الحسين …… وهكذا فكل هذه الممارسات السلوكية الاجتماعية المحلية … بالاضافة الى الطرح الفكري الفلسفي الحضاري لقضية الثورة الحسينية سيهئ بلاشك ان تكون القضية الحسينية مفردة قابلة للانصهار بالثقافة العولمية القادمة لاسيما ان ادركنا : انه لاوجود بعد اليوم لمايسمى بالمحلي ، فكل ماهو محلي داخلي اصبح عالمياوالعالم اليوم يشاركنا بتقييم الثورة الحسينية من خلال افكارها وممارسة المنتمين لفلسفتها والمؤمنين بمبادئها