العوق الذهني والفكري ,مشكلة حقيقية يعيشها ضعاف النفوس وأصحاب الأفق الضيقة يعيشون محاصرة ذاتية تحيط بهم وتؤرق مضاجعهم لأجل أن يتخلصوا منها يرمون بها على من حولهم وأياً كان مقامه ومنزلته الرفيعة ,يقيسون معاملاتهم مع الناس على أساس المصلحة المادية المتبادلة ,وليس بناءاً على مقومات الإنسان الصحيح كالصدق والاستقامة والنزاهة ,كان الإمام علي (ع)يتعامل مع متخلفين فكرياً عندما يقول لهم :(اسألوني قبل أن تفقدوني ),فيسأله أحد الموجودين كم شعرةٍ في لحيتي؟ يعرف الباحثون القدرة الفكرية بأنها مزيج من القدرات الوظيفية التي يستخدمها الأنسان، تختلف من شخص لآخر حسب العمر والبيئة التي يعيش فيها، وما أكتسبه الفرد في هذه الحياة من تجارب , ويعرفون الذكاء : بأنه قدرة عقلية عامة تستلزم القدرة على الاستدلال ،التخطيط ،حل المشكلات،التفكير المجرد،فهم الأفكار المعقدة ،التعلم بسرعة،التعلم من الخبرة , حيث حدد المختصين في علم الاجتماع العوق الفكري في تعريفهم الاجتماعي بأنهم يقيسون الذكاء من خلال مقدرة الفرد على التفاعل مع المجتمع واستجابت للمتطلبات الاجتماعية، وهو ما يسمى السلوك التكيفي .
أن أكبر مشكلة يواجهها المصلحون الذين لديهم مشروع إصلاحي يستهدف صناعة الإنسان في التعامل مع أخيه الإنسان وفق معايير إنسانية تسمو فوق مسميات كثيرة وتعلو بالنفس بإيثارها وكرمها في التضحية على مختلف الصعد ,هو وجوده في بيئة متخلفة لا تعرف معنى قيمة العالم والمنقذ والمصلح ,وعدم وجود رجالات يعول عليهم في مساعدته ,تحيط به الوحدة وهو يرى مجتمعه يمضي وراء إمعات ,
ولأنهم ينظرون أليه بنظرة استهزاء وانتقاص فقيمتهم متدنية ومنحرفة ويريدون قائد يقودهم ضمن شاكلتهم يقودهم في مسار حياتهم ,ولائهم لمن يعطيهم المال والسلطة والنفوذ مقابل التنازل عن ثوابتهم وهويتهم ,فأن أي أمة لا يمكن لها النجاح ومقاومة التحديات الا بوجود قيادات نخبوية مثقفة تستطيع أقناع الجماهير بضرورة الالتفاف حولهم وتغيير واقع مؤلم .