18 أبريل، 2024 4:30 ص
Search
Close this search box.

عود ٌ ( غير ) أحمد

Facebook
Twitter
LinkedIn

صدقت النبوءة ُ التي لم تكلف المواطنين سوى قراءة سريعة لأحداث ما مر َّ بهم , و بإطر خبرتهم المتراكمة مع المحكمة الاتحادية العليا التي تتحرك ُ أصدافها على وفق نرد المتحكم سياسياً , صدقت النبوءة بعودة ثلاثي أضواء السياسة العراقية إلى مناصبهم نواباً لرئيس الجمهورية بعد خلعهم في الخطوة الأولى للإصلاح المزعوم من قبل رئيس الوزراء .
فما الذي جرى ..؟ و ما الذي سيترتب ..؟
أحد المطالبين بعودته إلى منصبه من النواب المخلوعين , بادر بجرأة لرفع قضية تلقفها ثانيهم مؤيداً لقرار العودة , بينما تحفظ الثالث ترفعاً أو حساباً لانتخابات قادمة , و من الانتخابات القادمة تبدأ حلقة الإجابة , فالمناصب ُ التشريفية ُ بوابات ٌ لمال ٍ سياسي ٍّ و تجوال حزبي مكفول من قبل الدولة , و المنصب ُ و إن كان ضئيلاً في صلاحيته كبير ٌ في إمكانية استثماره في أيام ٍ قادمة . هكذا يحسب ُ الساسة ُ العراقيون أيامهم , رواتب و مخصصات و حججا لترويج بضاعتهم التي أبعد ما تكون عن خدمة الوطن و المواطنين .
يصب ُّ المتتبعون جام غضبهم على القضاء العراقي , الذي بات فاعلاً مذ منح صلاحية ً مأمونة الجانب من الطرف الأقوى , و يداري آخرون هفوة القضاء مطوقين عنق المشرع بالخطايا , فالدستور صريح ٌ في وجوب وجودهم الضرورة . فيا ترى .. ما الذي أفاده الوطن ُ من هؤلاء الساسة بشتى المناصب التي شغلوها ليفيد منهم في ظل منصب ٍ منزوع الصلاحية إلا قليلا ؟
– المسألة يا سادتي في عراق ما بعد عام 2003 لا ترتبط بما يقدمه الشخص قدر ما ترتبط بما يستحصله له و لحاشيته , فليس من المعقول أن ينعم الوطن بكل هذا الخراب وسط أبجدية مكتنزة بالساسة و المسؤولين ..! و لعل َّ التضارب في الآراء و التوجهات و الاتهامات ديدن ٌ للناس , ليس لجهلهم , بل لفداحة الخريطة التي تسيــــِّــــر الوجهة الحالية , من قوانين و تشريعات أصبحت عبئا على العملية السياسية , بينما تعدُّها أغلب الكتل الحاكمة خطاً مقدساً لا مساس به , كونها منجم السلطة التي لا ينضب .
و عودة .. لعودة نواب رئيس الجمهورية .. و على اختلاف مشارب العائدين , و الرشى الوطنية المقدمة لهم , سيظل أمر العراق مرهونا ً بمواطن ٍ أدمن الخضوع في ظل سكوت ممنهج و مشرعن و مشرَّع ٍ بفتاوى و أساطير , و تعويل المستقبل على أن يمنحه الحظ ُّ فلتة ً كونية ً تقود التغيير من الداخل , و هو ما لا تجسده حتى الخرافات القديمة , فالعود الـــ ( لا ) أحمد , سيجر ُّ ويلات ٍ ترتب ُ صورة الظلام المحدق و المتنامي فكرة ً إثر فكرة , إذا لا أمل َ – و إن ادَّعى بعض العائدين زهدهم بالمناصب – لرفعة ِ و تطور الوضع الراهن بوجود منظومة ٍ تنخرها الفوضى السائدة , استعداداً لعراق ٍ سابق سيودعكم بالسلامة و الأمان .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب