توجد أسباب و ظروف کثيرة و متنوعة خدمت کثيرا نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من حيث بسط نفوذه و هيمنته على أربعة دول عربية و بروز دوره بشکل ملفت للنظر، ولکن واحدة من أهم و أقوى تلك الاسباب، هي غياب أو ضعف دور مصر في الساحة العربية وهو ماأدى الى أن تقوم إيران بإستغلال ذلك الى أبعد حد، خصوصا مع حدوث تغييرات و ظروف و أوضاع مستجدة إستفادت منها إيران کثيرا ولعبت دورا في جعلها من أبرز اللاعبين على مستوى المنطقة.
بروز الدور الايراني الذي يحمل مشروعا سياسيا ـ فکريا خطيرا يستهدف الامن القومي العربي بصورة مباشرة وإن مايجري في العراق و سوريا و اليمن و لبنان يثبت ذلك بجلاء، فطهران تتدخل في کل شئ و صارت هي من خلال الاحزاب و الميليشيات العميلة التابعة لها صاحبة القرار السياسي وإن مصر وبعد أن نجحت في تخطي مرحلة الاخوان التي سعت إيران من خلالهم أيضا للإستحواذ على مصر، فإن مصر و بعد تجرٶ جماعة الحوثي التابعة لإيران بضرب السعودية بالصواريخ وکذلك التصريحات المختلفة الصادرة من جانب القادة و المسٶولين الايرانيين التي تٶکد على السعي من أجل إيصال النفوذ الايراني للبحر الاحمر بعد أن وصل قبل ذلك الى البحر المتوسط، يجب عليها ان تتحرك و تعود لسابق عهدها و دورها في المنطقة ذلك إن نجاح المشروع المشبوه لطهران في اليمن يعني السعي للإنتقال الى الضفة الاخرى من البحر الاحمر وقطعا ستکون مصر ضمن أول المستهدفين، ولأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم فلابد من أن تعمل مصر مابوسعها لکي تحول دون ذلك.
العودة المصرية للساحة العربية، هي أفضل ضمانة و وسيلة من أجل المحافظة على الامن القومي العربي و الحد من المزيد من إنهياره بفعل التدخلات الايرانية، وإننا نعتقد بأن العقلية السياسية المصرية تمتلك الکثير من الخبرة و الممارسة من أجل تحديد و تحجيم التدخلات الايراني في المنطقة وبالاخص في اليمن و العراق و سوريا و لبنان، ذلك إن الدور الايراني في هذه البلدان الاربعة هو دور بالغ الخبث حيث يسعى لإستخدامها کقواعد للإنطلاق بإتجاه الدول الاخرى التي لم تخضع لنفوذه لحد الان.
القيادة المصرية و شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي، معني أکثر من غيره بالاحداث و التطورات السلبية الجارية في المنطقة، ولايجب بقاءها تنتظر الاحداث، فمثلما تلعب طهران بأوراقها في المنطقة فإن البلدان العربية بقيادة مصر و السعودية بإمکانها أن تلعب أوراقا تضرب النظام الايراني في الصميم، نظير دعم و تإييد نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الخلاص، وبالاخص من خلال لعب دور مٶثر في دعم إصدار قرار دولي يدين قيامها بإعدام 30 ألف سجين سياسي و يطالب بتأسيس لجنة دولية مستقلة للتحقيق في تلك المجزرة، الى جانب الالتفات الى دور و تأثير الاعتراف بالمقاومة الايرانية و فتح مقرات لها في البلدان العربية، فذلك ماسيفتح أبواب الجحيم على النظام الايراني و يمهد لأوضاع و مستجدات قد تحدد مصير هذا النظام.