صحيح هنالك خلاف في داخل صنع القرار الأمريكي بين الجمهوريين الذين ينظرون بفلسفة وبوجهة نظر مختلفة عن الديمقراطيين للواقع العراقي’وهناك خلاف بين البنتاغون والخارجية الأمريكية هو خلاف الرسائل والقوى والتحدي لمن له الغلبة ,لكن ليس على حساب سيادة العراق ومصالحه الوطنية ,وبما لا يشكل انتهاكاً للدستور العراقي والقوانين العراقية,كيف يمكن لأمريكا كدولة عظمى تنادي الدول بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للعراق ,وهي تستقبل بعض زعماء العشائر السنية وسياسيين ومسئولين دون علم الحكومة المركزية ,وتجري معهم مباحثات حول الخطط المستخدمة في تحرير مناطقهم ,ومرحلة الاعمار والبناء ما بعد التحرير ,وكذلك شمولهم بالتسليح العسكري من أسلحة ومعدات ,ومناقشات مستفيضة حول قانون الحرس الوطني المزمع عقده ,والجيش المرام تكوينه من (100) الف من محافظاتهم ,ومطالبتهم بتأسيس اقليم سني على غرار الإقليم الكردي، على أن يشمل الإقليم الجديد نحو 46 في المائة من مساحة العراق الإجمالية، ويضم محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى، فضلاً عن مناطق جنوب غرب كركوك وحزام بغداد الغربي والجنوبي والشمالي الملاصق لسامراء، وجميعها مناطق ذات تركيبة سكانية سنّية مع الإبقاء على بغداد على وضعها الحالي كعاصمة للدولة الاتحادية ,وغيرها من المباحثات التي تجري وراء الكواليس ,كل هذا والحكومة بمعزل عنه وبدون علمها ,فكيف يكون الانتهاك للوطن والمساس به احمر أم اصفر,كان من الاجدر أن ترسل الولايات المتحدة الاميريكة طلباً للحكومة المركزية تبلغهم بمثل هذا اللقاء ,وتقوم الحكومة باختيار مجموعة من زعماء العشائر السنية والشيعية والكردية ,وممثلين عن الاقليات ورجال مختصين بالشأن القانون والإنساني والعسكري,وتشكيل لجنة تأخذ على عاتقها تحديد المهام والمسؤوليات لكل شيخ عشيرة في الطرح ,وبما يتناسب مع طبيعة الازمة التي تتعرض لها منطقته من انتهاكات انسانية من قبل الزمر الارهابية ,هذا الخليط من عشائر العراق المختلفة سيطعي للبيت الابيض موقفاً واضح على حجم المشكلة التي يعاني منها العراق ولتكوين صور شفافة بعيدة الضبابية يمكن عن طريقها صنع واتخاذ قرارات تسير مع مستوى التحديات فوجود بعض الزعماء لمكون دون مكون آخر من شأنه ان يفتح الباب لتساؤلات كثيرة وكبيرة ,لماذا هم ؟ واستبعد غيرهم,ولماذا هذا الوقت والانتصارات على قدم وساق يحققها الغيارى من العراقيين أصحاب المبادرة والسيطرة على
الارهاب؟الاستبعاد يعني تنشجيع عشائر أخرى ومسؤولين وسياسيين بالذهاب لبلد معين على حساب سيادة العراق ونداً بها , ان هذا التصرف هو تدخل سافر بالشأن الداخلي فلماذا تطالب أمريكا دول معينة وتحديداً إيران برفع يدها وبعدم التدخل بشأن العراق ؟وهي من يفتح الباب على مصراعيه دون ضوابط وحواجز لهذا الاستقبال ,ام أنها عدوى الإقصاء والتهميش وصلت للبيت الأبيض وبحاجة لمن ينظر لهم كيف يأخذون حقوقهم ,أوليس هو نفسه الدم على ساتر التراب بين سرايا الحشد الشعبي ,وعشائر السنة الاؤصلاء ,وقوات البيشمركة ’وكتائب الأقليات ,الجميع لديهم هدف مشترك وهو حماية الوطن ومن فيه من هذا الغول المدمر, لقد نصت الاتفاقية العراقية الأمريكية الإستراتيجية في المادة الرابعة المهام (تُجرى جميع العمليات العسكرية التي يتم تنفيذها بموجب هذه الاتفاقية بموافقة حكومة العراق وبالتنسيق الكامل مع السلطات العراقية. وتشرف على عملية تنسيق كل تلك العمليات العسكرية لجنة مشتركة لتنسيق العمليات العسكرية يتم تشكيلها بموجب هذه الاتفاقية. وتُحال إلى اللجنة الوزارية المشتركة القضايا المتعلقة بالعمليات العسكرية المقترحة, تنفذ جميع تلك العمليات بمراعاة الاحترام الكامل للدستور العراقي والقوانين العراقية، ويكون تنفيذ هذه العمليات متماشياً مع سيادة العراق ومصالحه الوطنية، حسبما تحددها حكومة العراق ) الحملة التي يقودها ادوارد رويس رئيس لجنة العلاقات الخارجية الامريكية في الكونغرس وهي المسؤولة عن شراء الصفقات التي تعقدها امريكا مع الدولة,قراراً بتفويض البيت الابيض تسليح البيشمركة بأسلحة مضادة للدروع وللدبابات ومتوسطة وثقيلة ,وحتى طائرات أباتشي,ولمدة ثلاثة سنوات دون الرجوع لحكومة المركز ,هذا الأجراء غير القانوني سيقوي الإقليم والمحافظات الأخرى على حساب المركز ,وسيؤسس لنواة الانفصال ,وسيهيئ لمشعل الحرب الأهلية بتوفر السلاح باعتباره احد العوامل الرئيسية في القتال ,كيف ستكون هنالك ديمقراطية ودولة مدنية في ظل هذه الفوضى,ثم ان الإصلاحات التي يجريها رئيس الوزراء العبادي في مفاصل الدولة ومؤسساتها من محاسبة فاسدين ,وتغيير وإعفاء لقادة أمنيين وعسكريين ,وانفتاح على المكون السني ,وتسوية الأزمة مع الإقليم وإعادة الأمور لنصابها ,وإعادة صياغة الخطاب السياسي المحلي والإقليمي ,ماذا نعمل ونفعل حتى تكتمل القناعة بأننا قادرون على أدارة الدولة ’ام هنالك سيناريو جديد بقطار قديم سيقود المنطقة ,وسيقود من فيه وراء الكواليس لسدة الحكم .