قد تكون نتائج الانتخابات البرلمانية صدمة حقيقية للجبوريين (مشعان وسليم) فكلاهما لم يتوقعا خسارة بهذه الطريقة على الرغم من عمليات التحشيد و “التهديد” التي سبقت تلك الممارسة الديمقراطية، فسليم القادم لرئاسة البرلمان الذي لم يتبقى سوى شهر على نهاية ولايته، كان مطلوبا بتهمة “الاٍرهاب” ولولا “عناية” المحاصصة “الطائفية” ولعنة “التوافقات السياسية” لما تسلق الى منصة البرلمان ليحكم كما يقول “باسم الشعب”.
يروي صديق مطلع على خفايا مفوضية الانتخابات وما جرى في انتخابات الخارج ونتائجها التي صدمت المفوضية قبل الناخبين، ومنها ان محطة اقتراع كاملة في الولايات المتحدة الاميركية جميع أصواتها كانت لسليم الجبوري الذي لم يفلح بالحصول سوى على خمسة آلاف صوت لكنها تحولت بقدرة عجيبة لمكتبه الاعلامي الى اكثر من 24 الف صوت، اعلنها من خلال الموقع الرسمي لرئاسة مجلس النواب في تعد واضح واستغلال غير مبرر لمنصة تابعة للدولة وليس ملكا للجبوري، لكن القضية مرت كحال غيرها من التجاوزات التي تثبت “حصانة” الفساد وغياب المحاسبة القانونية، دعونا لا نبتعد عن صديقنا المقرب الذي يكمل حديثه عن انتخابات الخارج وهو يقول بان “المفوضية امرت بإلغاء جميع اصوات المحطة التي وصلت من اميركا وهو ما اغضب رئيس البرلمان ليخرج ويعلن “بامتعاض شديد” عن وجود “مؤامرة” تهدف للاطاحة به وأبعاده عن المشهد السياسي، وكانه يتحدث عن تشرشل او نيلسون مانديلا.
الغريب ياسادة ان غالبية “المنهزمين” يصرون على وجود عمليات تزوير في الانتخابات ويتحدثون بثقة عالية عن رغبة الجماهير بإعادتهم للاستفادة من خبراتهم بعد الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، صحيح ان الرهان على نزاهة المفوضية قد لا يكون ناجحا، لاسباب عدة ابرزها ان المفوضين التسعة الذين يقودون المفوضية ينتمون لاحزاب وكتل سياسية مشاركة في الانتخابات ولهذا فان الحديث عن عدم انحيازهم لجهة دون اخرى قد يكون “ضربا من الخيال” وخاصة ونحن نعيش في نظام سياسي يعتمد في استمراره على “المحاصصة” سواء كانت حزبية او طائفية، لكن وعلى الرغم من جميع تلك السلبيات فان “عُبَّاد الله” قالوا كلمتهم ومنعوا تكرار بعض الوجوه وعلى الخاسرين احترام إرادة المواطنين والعودة الى منازلهم بدلا من التهديد بحرب أهلية جديدة.
قد يسأل البعض لماذا الحرب الأهلية.. نعم فالبعض تحدث ومن دون خجل بان الخسارة في الانتخابات ستكون مقابلها حربا أهلية “بلا هوادة فيها” واخرون خرجوا علينا متحدين صناديق الاقتراع وأقسموا بأنهم سيعودون “بميمنة وميسرة” ليخبرنا مشعان الجبوري “صاحب الوجوه المتعددة” بانه “سيكون حاضرا في البرلمان القادم وابنه يزن على يمينه وابنته هَوازن (الخاسرة في الانتخابات) على يساره” ليكمل إنجازاته التي تعجز كتب التاريخ عن وصفها، قد يكون مشعان وسليم مثالا للعديد من الساسة الذين يرفضون مغادرة المشهد ويصرون على الاستمرار بحجة “التوافقية” التي ستكون حاضرة في المرحلة المقبلة بدليل الحوارات واللقاءات التي عقدتها القوى السياسية “الفائزة والخاسرة” في الانتخابات خلال الايام الماضية.
الخلاصة… ان التفكير بعودة هوشيار زيباري الى العملية السياسية ومنحه منصب رئيس الجمهورية كمكافأة على جهوده التي بذلها خلال توليه منصب وزير المالية الذي غادره “مُقالا” بقرار برلماني لإدانته “بهدر المال العام” يجعلنا نعيد الحسابات لالاف المرات بحقيقة التغيير الذي تتبناه القوى السياسية… اخيراً السؤال الذي يبحث عن اجابة.. هل ستنجح حرب التغيير ام سيعود الجبوريان وزيباري الى الواجهة من جديد؟..