26 نوفمبر، 2024 3:26 م
Search
Close this search box.

عودة داعش حقيقة أم خدعة أمريكية ..!

عودة داعش حقيقة أم خدعة أمريكية ..!

التقدم والخرق ،الذي حققّه تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور، وطرد القوات الخاصة الديمقراطية منها ، قد فتح الباب واسعاً، للتصريحات والشاعات التي ملأت الفضائيات ،عن إمكانية عودة داعش الى العراق ، بعد هذا التقدم الصاعق ،ومشاهدة تحشدات له على الحدود العراقية – السورية في منطقة البوكمال ، قدّرها العسكريون هناك ب3000 عنصر داعشي مسلح،فما هي حقيقة هذا التقدم وماهو خطره على المنطقة ، وليس العراق وحده، وهل هذه خدعة أمريكية تريد تسويقها في وقت حان لفرض عقوبات تاريخية قاسية على إيران، ومطالبة إدارة ترمب من إيران حلّ الميليشيات العراقية التابعة ،لها كشرط من شروط ستة لتفادي العقوبات ، وتزامن هذا مع ما نشرته جريدة الواشنطن بوست في إفتتاحيتها ( إن القادم في الشرق الاوسط سيكون أقسى وأسوأ مما فات )،وفتح ملفات خطيرة ،إذن هناك طبخة أمريكية في المنطقة تقولها صراحة، وهذه الطبخة ستظهر ملامحها،بعد الرابع من تشرين الثاني ، تأريخ تطبيق العقوبات على إيران ،ومنعها من تصديّر نفطها الى أوروربا، ضمن إستراتيجية الرئيس ترمب الجديدة في الشرق الاوسط، وعودة داعش الى أماكن منتخبة امريكياً ، رخوة وتشكّل فزعاً للمنطقة ،هو ما تعمل عليه الأدارة الامريكية في سوريا ، وتخيف العراق بها، كيف، الإتفاق التركي – الروسي في إدلب يسير بشكل سلس ولامشكلة هناك، أي ألامر مُسيّطر عليه، بعد فرض الامن ونزع فتيل معركة كبرى هناك حذرت منها أمريكا، وتنظيم داعش إندحر في أكثر من مكان هناك، ولم يبق من فلوله إلاّ الشريط الحدود مع العراق ، جيوب في دير الزور وريفها ، وحتى الخليفة المزعوم ابو بكر البغداي تمّ تحديّد مكانه في ريف دير الزور، ويتنقل على طول الشريط الحدود مع العراق، ومعسكراته الواقعة هناك والأنفاق الطويلة ،التي حفرها في صحراء البعاج وربيعة والانباروغيرها ،والتي توصله مع الاراضي السورية، هذا التواجد الذي هو مقتل القوات السورية والعراقية معاً، وهو الذي تستخدمه أمريكا فزاعة للطرفين، وتهدد به الاطراف التي لاتتناغم وتنفذ أوامرها، فالجانب السوري صمت ازاء الهجوم على القوات الخاصة ولم يتحدث عن هذا الخرق تشفياً بالقوات الكردية ، في حين تصرُّ هذه القوات التي خبرناها شجاعة في معركة الرقة ،التي تمّ فيها طرد داعش منها بأيام ، تحشّد الآن قواتها لإستعادة ريف دير الزور ،وطرد داعش من ريفها ، وهذه المرّة بمساعدة طيران التحالف الامريكي الدولي، بعد ان تخلّى عنهم في معركة الانسحاب ، وستعيد ما تمّ الإنسحاب منه وتتقدم حتى تحقّق أهدافها العسكرية هناك، أما في العراق، فالأمر مختلف ، حيث لاوجود لتنظيم داعش في مدنه أو أطرافها سوى خلاياه النائمة، التي إتخذت من الأنفاق والصحراء ،وحواضن قرى نائية لاقوة لها عليهم، ولكن إشاعة عودة داعش الى مدن العراق، أصبح على كل لسان، وفي كل فضائية، حتى أن الحكومة العراقية ، أرسلت ثلاثة الوية عسكرية الى مدينة القائم ،وإستنفار الجيش والفرق، وألوية الحشد الشعبي على طول الشريط الحدود الُملتهب مع سورياً، إستعداداً لمواجهة أية قوة لداعش تقترّب من الحدود، واعلنت وزارة الدفاع العراقية بتصريحات أن الحدود مؤمنة تماماً، ومستعدة لمواجهة أي خرق هناك، إذن لماذا هذه الضجّة المفتّعلة في الفضائيات ، سوى إقلاق المواطنين، وتخويفهم من خطر بات على الأبواب، في حين أن الأمر ليس كذلك ابداً، ماهي دوافع هذه التصريحات وماهو المغزى منها، هل هي خدعة امريكية أخرى ؟،وماهي حقيقة خطر عودة داعش ، نحن نعلم أن الادارة الامريكية تتحكم بتنظيم داعش وتنقلاته وتعطيه المعلومات عن الأماكن الرخوة عسكرياً، وتُلقي له السلاح أمام انظارنا، وتوجهه في العراق وسوريا ، وهناك عشرات الادلة والتصريحات ،( ألم يكن قادة داعش وخليفته من خريجي سجون بوكا)، والذين أطلقت سراحهم بعد إنسحاب جيشها المهزوم من العراق، إذن هناك خدعة أمريكية ،ولعبة تمارسها في المنطقة لتحقيق سيناريوهات جديدة، تستخدمها في تحقيق إستراتيجيتها ،منها أطلاق يدّ تنظيم داعش في اماكن منتخبة تحقق لها اهدافها العسكرية، ولكن مايهمنا هنا في العراق، وتحديداً في المحافظات التي عانت الويلات بعد سيطرة داعش عليها، أثر إنسحاب وهروب جيش المالكي منها بأوامر إيرانية ،اليوم تريد إيران أن تُكرّر المشهد ذاته ، وهذه المرة لآغراض واضحة ،هي إلهاء الإستراتيجية الامريكية وإشغالها ،من تحقيق صفحاتها في تطبيق الحظرعلى تصدير نفطها بالكامل، ونحن نعلم تماما أن داعش صناعة أمريكية وإيرانية وإسرائيلية ، وكلٌّ منها يعمل لصالح مشروعه معها، لهذا تستخدم أمريكا داعش لزعزعة الوضع في العراق لصالح إستراتيجيتها، بتسهيل عودة داعش وإشتباكه مع الميليشيات الايرانية وإشغالها وإنهاكها لتسهيل فرض شروطها عليه وعلى إيران، في حين يقوم المشروع الايراني ،على زجّ داعش في حرب داخلية داخل الاراضي العراقي لإشغال امريكا ،وتغاضيها عن تنفيذ حصارها التأريخي عليها ، بمعنى ،وحسب مصلحة طرفي النزاع وصراعمها مع بعض، لابد من إعادة داعش للعراق ، ليكون ساحة حرب اخرى ، بديلة عن الارض الايرانية ، وكل من أمريكا وإيران تعملان من زاويتيهما ومصلحتيهما ،في إشعال حرب أخرى مع داعش في العراق، وهذان السيناريوهان لن يتحققا أبداً، بغض النظر عن الجهات التي تريد تنفيذ المخطط القذر بعودة داعش للعراق، ولكن، سأذكر حقائق نعيشها نحن في المدن المحررة من داعش، أن عودة داعش لها من المستحيلات ، وذلك لقناعات راسخة لدى أهلها ،بأن مافعله بهم داعش، من قتل وتهجّير وذبح وتفجير وتهديّم بيوتهم ، لايمكن تكرّار إحتضانهم بحجة الأنتقام ،من الأحزاب وحكومة بغداد الطائفية التي تجاهلتهم وأقصتهم وهمشّتهم سنوات ،(بالمناسبة تكرر حكومة بغداد تجاهل ومعاقبة نينوى المنكوبة بموازنة مخجلة من إستحقاقها 11% الى 1% تصوروا الحقد والغل على نينوى واهلها)، إذن فقد داعش الحضانة الرئيسية التي تُمكّنه من العودة الى الابد، ثم أن وجود خلايا واهنة مأزومة منكسرة ومهزومة له ومتخفيّة في المدن ، لاتاثير لها مطلقاً، وهي تحت سيطرة الاجهزة الامنية والاستخبارية ،التي تقوم يومياً بإلقاء القبض عليها وإحالتها الى القضاء، إذن قوة داعش المتخفية ضعيفة ومطاردة ولاقيمة لها، هي تخشى القبض عليها باية لحظة بسبب التعاون اللامحدود من المواطنين مع الاجهزة الاستخبارية،فكيف تعود داعش للمدن التي ترفضها وتقاتلها وتُخبر السلطات عنها، في وقت كانت حاضنة لها، السبب الآخربإستحالة عودة داعش هو وجود جيش وشرطة مهنيين يسيطرون على المدن تلاحموا مع المواطن وإحتضنهم المواطن ، عكس جيش وشرطة المالكي ، التي كانت تذل وتهين المواطن وعائلته، بمعنى الصورة إنعكست تماماً هنا ،حيث كان المواطن يحتض داعش سابقاً، والآن رفضهم بعد ان عانى الأمرّين منهم ، وإحتضّن الجيش والشرطة ،بسبب التعامل الممتاز بينهما، وهذا الإندماج بين المواطن والجيش والشرطة والأجهزة الامنية، هو حصيلة فرض الأمن والأمان في المدن، منذ طرد داعش منها قبل سنتين، حيث لايوجد أي خرق أمني على الإطلاق ،وهذا يدحض نظرية عودة داعش ، نقول بكل ثقة ووضوح، لايمكن لعودة داعش للمدن العراقية تحت أي ظرف كان، بسبب خسارة داعش الى الأبد قوتها العسكرية والاقتصادية ،وخسارة حاضنتها وهزيمتها فكرياً وعسكرياً وإقتصادياً،وكلُّ ما يخرج لنا في الفضائيات، هو خِدعة وتخوّيف للمواطن من أجل تسوّيق أهدافاَ محدّدة، نعم يمكن لداعش تحقيق خرق هنا وهناك ، وتنفيذ عملية خطف وتفجير جبانة هنا وهناك، ولكنّه من المستحيل عودته الى المدن ،التي طردته ،وهي على أُهبة الإستعداد لمواجهته وإيقاع الهزيمة النهائية به والى الابد ….

أحدث المقالات