سنين… وهذه المدينة تأن من جروح اثقلتها ..جعلت ليلها حانك ونسيمها ممزوج بروائح البارود والموت…تقطعت اوصالها ومات زهوها, وباتت حيزبوناً شاخت قبل أوانها…………وبرحمة والتفاته يعود امل هذه المدينة متمثلاً بقرار رفع الحضر الليلي عنها ,سرعان ما تلتقط انفاسها وتلملم ثناياها, لتستعد لنوم طويل هامس تعويضاُ منها لليالي الخوف والحيرة التي اجهدتها…ولتحتمي باهلها وروادها الليليون الذين تتوارد اقدامهم على سطحها الحي وروحها العائمة…عودة حياة بغداد منجزا انسانيا,سياسيا,فكريا,ثقافيا….سيفا قاطعا لمواجهة كل انواع الارهاب والموت بعيدا عن ضجيج كل آليات العسكرة واصوات البارود والوان الدم …نهجا جديدا ناجحا للكفاح والنضال لبناء الوطن وبناء الانسان بوسيلة العلم والنظام والسلم بعدان عجزت الجيوش والبنادق من ترسيخ مفاهيم السلم والامن……اقول لقد عادت الحياة..والتحمت روح بغداد بجسدها لتبدو لنا فارساُ فذاُ موعود يوقضنا من سباتنا ليقرع اجراس الحياة………اجراس العمل ….اجراس الحب والامل …..كل هذا يحيلنا الى التحول لتجربة جديدة ربما قد تسهم في رسم الحياة السياسية العراقية بشكل يفضي الى الحياة الامنة والسلم الاهلي تعقبها خطوات تقود الى اطلاق حملات لخفض السيطرات ونقاط التفتيش ورفع الحواجز والخرسانات الكونكريتيه ترفقها حملات للنظافة تشمل الشوارع والساحات والمؤوسسات …نكون قد انجزنا افضل المهام الامنية والوطنية ورسخنا منهجا مدنياجديدا يتجه الى بناء الروح الوطنية وتعزيز قيم المواطنه والانتماء بوسائل حضارية ربما كانت غائبة لوقت طويل نتيجة الارباك السياسي والتشتت وطريقة بناء الدولة والانشغال بما هو يعيق مظاهر التحضر والمدنية……لتحيا بغداد باهلها وبتاريخها ومجدها وبصورتها الزاهية التي تغنى بها الكثير بتوصيفات الخلود والمجد………تبقى بغداد صورة لامعة وعنوان للحريه وستكون صامدة عصية على الاشرار تعانق السماء لتخط حروفها عنوانا خالد……بغداد ياقلعة الاسود.