تزيح القوات الامنية سيطرة داعش عن مناطق عديدة وتحرر اهلها من الاستعباد الذي هم فيه، وهذه صفحة من صفحات الخلاص، فالناس ينتظرون عودة النازحين الى مدنهم وقراهم وبيوتهم واستئناف حياتهم الطبيعية وانهاء معاناتهم ما هم فيه جراء الارهاب وعدم قدرة الحكومة على الايفاء بواجباتها تجاههم، وكذلك البدء بحملة اعمار واعادة تأهيل لما دمرته الحرب وغيرها من الامور التي لها مساس بالاستقرار.
عودة النازحين بالسرعة القصوى ضرورة للتخفيف عن كاهل الحكومة وتقليص مصاريفها في ظل الازمة اولاً، كما انها تضع هؤلاء الناس امام مسؤوليتهم في مساندة القوات الامنية ومسك الارض والالتفاف والوقوف مع الحكومة التي حررتهم، الى جانب ان هؤلاء الذين ذاقوا مرارة النزوح ومذلته لا يمكن الا ان يكونوا عوناً للنظام الديمقراطي ولمؤسسات الدولة على اختلافها، فهم جاعوا وعاشوا في العراء وحرم اطفالهم من المدارس، ومرضوا ولم يجدوا حبة الدواء الشافية، وحلت عليهم الصدقات، وكانوا في بطالة قاتلة، وتشردوا بعيداً عن ديارهم. صحيح ان اغلبهم بقي صامداً في بلاده ولكن ليس في كل الظروف كانت حضناً دافئاً لهم.
على اية حال عودة النازحين خصوصاً ان بعض المناطق مضى على تحريرها اشهر عدة ستسهم في المصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي البغيض، ماضي التفرقة على اساس المذهب والولاءات الفرعية الاخرى، فهؤلاء اكتووا بنيران الفتنة، وادركوا بالملموس اهمية الوحدة المجتمعية الوطنية، وبناء البلاد على اساس المواطنة والاحتكام الى الديمقراطية وحكم القانون والمؤسسات لقد تاجر الكثير من السياسيين بمحنتهم، وربما البعض يحاول ان تطول لانه منتفع من استمرارها، فعودتهم تغلق بعض منافذ الفساد والاستغلال الذي عانوا منه، وتقلص من التدمير الجاري في بعض المناطق والحد من الثأر وروح الانتقام.
كما يمكن من العائدين تكوين وانشاء جيش سياسي وعسكري يأخذ دوره في المعركة المقبلة مع داعش، من خلال قوة المثل والامان والاستئناف السريع للحياة اليومية.
ان عودة النازحين الفورية الى المناطق التي انزاحت عنها سيطرة الارهاب امر في غاية الاهمية والضرورة يؤكد هيبة الدولة وعمل القانون وسيادته واحترامه والتآخي والتآزر.
واخيراً نقول ان هذه العودة ستسرع من تفعيل اقتصاديات هذه المناطق واعادة اعمارها ، وبالتالي اداء دورها في النشاط الاقتصادي الوطني والحد من الازمات التي يمر بها الوطن في مختلف القطاعات الاقتصادية المعطلة في ثلث البلاد.
