18 ديسمبر، 2024 11:16 م

ترجل النواب عن صهوة جواد الحياة
حين استيقظت روحه وفارقت الجسد
لم تطأ الارض قدماه
بل ارتفعت روحه الى بارئها البر الرحيم
ثمانية وثمانون عاما
سفر هو العمر الذي مضى
كم كان طويلا اذ لم يحتسب بالأيام بل بما قدم من جلائل الاعمال
كم كان طويلا اذ تخللته محطات ومحطات جسد فيها النواب قيم الحياة
جسد فيها النواب قيم المجد والخلود
ابدا صوته الداعي الى الحياة والجمال والحرية
هو صوت للوطن
هو صوت للشعب
هو صوت للإنسان
حيث كان
ومتى كان
…….
ثمانية وثمانون عاما
ماذا اضافت الى الزمن
ثباته على ان يكون حرا
رغم القيود
صوته الذي ظل يعلو بنداء الحرية
رغم اشتداد الخطوب
اشعاره التي سطرت
اجمل الكلمات والصور
تحدثت عن الانسان
تحدثت عن الحياة
وتحدت الاستبداد
وتحدت الجبروت
ولم يستطع الارهاب ان يغلق نافذة فتحها النواب للحقائق
……………
النواب خرج من العراق مطاردا
النواب عاد الى العراق كما الملوك
……………….
هو ليس شاعر فحسب
هو انسان
هو ليس اديب فحسب
هو سياسي يريد الحياة للإنسان
…………
اتابع عبر التلفاز لحظات استقبال النعش الذي لف بعلم العراق ,البلد الذي ولد فيه النواب وشهد طفولته وصباه وسني شبابه .
البلد الذي تعلم فيه ودرس ونال شهاداته بمراحلها المختلفة وتخرج من احدى جامعاته وعين مدرسا في مدارس الوطن .
لأنه احب الوطن قال اشعاره وحين قال الشعر كان صادقا فلم يقل غير الحقيقة ولم يفعل كما فعل وعاظ السلاطين ولا كان من الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون لذلك طاردوه فصار له المنفى ملاذ ولم يجد له غيرالسفر البعيد وسيلة للبقاء.
هذا هو الحكم الذي يطال كل من يحمل بنفسه لواء الحرية والحياة.
عقود طويلة عاش فيها منفيا مبعدا لكن كلماته كانت تصل واشعاره تقرأ وافكاره تعرف فما اسدل البعد دونها ستارا ولا الغربة انكارا فهو القريب رغم البعد وهو المعروف رغم الغربة.
الشاعر العراقي الذي قضى نصف عمره متنقلا بين البلدان العربية والاجنبية هربا من المطاردات ترجل اليوم الى مثواه الاخير وعاد جثمانه ترافقه روحه الطاهرة الى البلد الذي ولد فيه وسيدفن بثراه الطاهر في النجف الاشرف الى جوار قبر امه وبحسب وصيته التي اوصى بها.
لماذا ينسى المبدعون ويغفل عنهم أحياء ويكرمون اموات………………….؟؟؟؟