28 ديسمبر، 2024 11:47 م

عودة العلاقات السعودية الإيرانية .. قراءة وتحليل

عودة العلاقات السعودية الإيرانية .. قراءة وتحليل

أخيرا عادت العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الإسلامية بعد اعلان الثلاثي ” الصيني الإيراني والسعودي ” عن قرب فتح السفارتين في كل من طهران والرياض بحدود الشهرين المقبلين والتي يأمل من خلالها ان تكون بداية لصفحة جديدة آسها اقامة لعلاقات دائمة تقوم على اساس مرتكزات ما تم الاتفاق عليه مؤخرا .

ربما العراق قبل دول منطقة الخليج سيرحب بهكذا تقارب وتطبيع بين الدولتين , وهذا مؤكد , لكن مع انخراط العراق وطيلة السنتين في السعي لتقريب وجهات النظر السعودية الإيرانية وتحت مسمى ” الوسيط ” لم يشفع له لان يأخذ مكانته الطبيعية المعترف بها كـ ” دولة ذات سيادة لها استقلاليتها لتكون ضامن فعلي يعول عليه وكما الصين ” .

النهايات جاءت مخيبة للآمال بعد وضع الصين كطرف ضامن بإعلانه لمبادرته وليأخذ الجمل بما حمل ” ستستفيد الصين من ايران والمملكة اقتصاديا ناهيك من كونها رسخت موقعها الاستراتيجي في المنظومة العالمية لتشغل فراغات هنا وهناك بدول الشرق الأوسط – السير قدما في ترسيخ رؤية الألم متعدد الأقطاب ” .

ايران الحليف الأقوى للعراق بشقيه ” السياسي المتمثل بعدد من القادة الشيعة – أصحاب القرار والعسكري المتمثل بعدد من الفصال المسلحة ” ركلت جميع هؤلاء لتبحر بقاربها الى اقصى الشرق وتقوم بالرسو في شواطئ بكين تحديدا ؟؟ ..
ما الذي استفاد منه العراق من هذا التقارب ؟؟ . نعم ربما هناك من يقول ان المنطقة ستكون اكثر استقرارا بهكذا ( تطبيع ) لكن كيف للعراق ان يستثمر هذا التقارب ووفق أي مستوى ؟؟ . لا اظن هناك مثل هذا المنطق يدور بخلد حلفاء ايران من العراقيين ليفكر بمصلحة ( عراقية بحتة ) قدر تفكيرهم بكسب الرضا الإيراني أولا والانصياع خلف سياساتها لا اكثر , فهي ان , واقصد ايران , قد قامت بالتطبيع مع إسرائيل مثلا فحتما الحلفاء ” التابعون ” سيباركون هكذا خطوة وستختفي مفردة ( المقاومة ) من شعاراتهم الى شعار ( السلام دين الله ولغة الايمان التي كان يبشر بها آل بيت النبوة الاطهار وغيرها من المخرجات الفقهية والتعلل بعلل الحيل الشرعية وغيرها .. ” , لنا في تغيير المواقف من قبل الفصائل المدعومة من ايران اتجاه الولايات المتحدة خير دليل بعد تشكيل حكومة الاطار !! .. هي السياسة والمصلحة الوطنية وهكذا سيقولون اليس كذلك ؟؟؟ !!..

عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران نجد ان كلا الطرفين يحاول تحقيق ما يطلق عليه من مصطلح ” الحفاظ على الامن القومي ” ..
السعودية ترغب ان تنأى بنفسها عما سيحصل في المنطقة من تغيير استراتيجي بواسطة الالة العسكرية – الامريكية الإسرائيلية ومعها الغرب أيضا ” ضرب ايران – جولة لويد اوستن في المنطقة وايصال رسائل مباشرة لكل من العراق ومصر وقبل ذهابه لإسرائيل .. لماذا لم يزور السعودية ودول الخليج ؟؟؟ .. ” ولذا فهي ستكون بمنأى عن الصواريخ الباليستية الإيرانية سواء التي ستطلق من الداخل الإيراني ام من ستطلقها اذرعها في ( اليمن والعراق ) وحال بقاء العلاقات السعودية الإيرانية كما السابق , بمعنى ان المملكة استطاعت من حماية شعبها ومؤسساتها وبالتالي دول الخليج اجمع من خطر ايران وهذه الاستراتيجية تتوافق مع الرؤية الامريكية بطبيعة الحال ( حماية خطوط امداد الطاقة – امن الخليج ) ولذا وجدنا الإدارة الامريكية قد رحبت فورا بهذا التقارب .

ايران من جهتها تحاول خلال هذا التطبيع ان تؤخر الضربة الإسرائيلية لأمد ما يمكنها من انتاج قنبلتها النووية – الحصول على تكنلوجيا متقدمة من روسيا والصين وكوريا الشمالية ما يمكنها من خلق ميزان قوة يعتد به , واذن ( التقارب من وجهة النظر الإيرانية انما هو تقارب تكتيكي وليس استراتيجي – ستكون الصين في حرج حال ضرب ايران مما أعطت من ضمانات للمملكة ) على الرغم من التوصل معها لحل المسائل العالقة ( حرب اليمن – ذهاب وفد الحوثي لجنيف برعاية اممية ) والتأكيد الإيراني على عدم التدخلات المستفزة في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون واحترام سيادة الدول وحسب ما خرج من مقتطفات من المبادرة الصينية .

تبقى الكرة داخل الملعب الإيراني فايران تعي جيدا ان امتلاكها للقنبلة النووية سيؤول بالنتيجة الى سقوط نظامها ولهذا نجدها رضخت اليوم وأعطت الضوء الأخضر للحوثيين الجلوس على طاولة مفاوضات مع ما يعرف بالشرعية اليمنية وأيضا السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بنصب كاميرات مراقبة في مواقع لم تكن ايران تسمح بها مع زيادة في عدد الجولات التفتيشية على منشآتها النووية. ومع هذا نبقى ننتظر الموقف الأمريكي – الإسرائيلي من ايران ومدى ما ستعطي طهران من ضمانات هي تنازلات بحقيقتها لتتجنب ضربة محتملة ربما تكون نتائجها وخيمة على الجمهورية الإسلامية ونظامها الحالي .