23 ديسمبر، 2024 6:48 ص

عودة العسكر الى الحكم في الوطن العربي .

عودة العسكر الى الحكم في الوطن العربي .

بعد أن شهدت عدت بلدان عربية ثورات شعبية سميت بالربيع العربي وأدت الى الأطاحة بالأنظمة العسكرية والقمعية التي أتى بعضها على ظهر الدبابة .عاد العسكر للحكم من جديد لكن هذه المرة ليس عن طريق الأنقلابات العسكرية والثورات وأنما عن طريق صناديق الأقتراع مستغلين حب الشعوب لجيوش الوطنية التي تمثل الشعوب خصوصا وأن أكثر هذه البلدان لديها نظام الخدمة الالزامي في جيوشها.

فرغم كل الدعوات الى الحكم المدني لكن مازال العسكر هو المسيطر على مفاصل السياسة في معظم الدول العربية فالجزائر عندما أعاد الشعب الجزائري انتخاب عبد العزيز بوتفليقة بنسبة مايقارب 80بالمائة من الأصوات والذي يعرف من الجميع أنه مرشح العسكر أو حاصل على دعمهم وتأيدهم في الجزائر حتى وأن كان على كرسي متحرك فقط لانه حصل على تأيد العسكر اعاد انتخابه الشعب الجزائري بدون تفكير كيف سيدير شؤون الدولة وكيف سيتفقد الناس وكيف سيراقب المسؤولين وهي مسؤولية تحتاج الى رجل بكامل صحته .

وفي مصر الذي طالما كان يشتكي الشعب المصري من أن الحكم لم يخرج من قبضة العسكر منذو نشأت النظام الجمهوري في مصر وخرجوا في ثورة لأسقاط أحد رموزه وهو الرئيس السابق حسني مبارك وسوف يعيدون الان نفس الخطأ بأنتخاب رجل عسكري المشير عبد الفتاح السيسي الرجل الذي يتشبه بالزعيم جمال عبد الناصر ويتكلم عن العروبة وحماية الوطن العربي فيما بلده اكثر من نصفه جائع ومصر في ايام جمال عبد الناصر ليست مصر في هذه الأيام والتوازنات الدولية في ايام جمال عبد الناصر ليست نفس التوازنات في هذه الايام .مصر التي تعتمد على المساعدات الخارجية لتبقي شعبها على قيد الحياة كيف ستحمي العرب ،مصر التي تأخذ المساعدات العسكرية من للولايات المتحدة الى ان قطعتها عنها بعد الأطاحة بحكم الاخوان كيف ستحمي العرب ، مصر التي تشتري السلاح اليوم من روسيا والمملكة العربية السعودية تدفع ثمن الصفقة كيف ستحمي العرب أذا ما اختلافت مع السعودية ودول الخليج سياسيا وفكريا وتخلت عنها ، مصر التي لها معاهدات سلام وتجارة مع اسرائيل التي تلعب في العرب يمينا وشمالا والتي تأكل من أراضي فلسطين يوم بعد أخر حتى تكاد الأخيرة تختفي فكيف ستحمي العرب ، سنكون ممنونين نحن العرب أذا تكفل السيسي بحماية مصر وتوفير الخدمات والعيش الرغيد للمصريين.

وأعتقد أن ليبيا تسير في نفس الطريق فتدخل اللواء الركن خليفة حفتر لحماية لبيبا في سيناريو مشابه لسيناريو تدخل عبد الفتاح السيسي لحماية مصر ثم ترشح للرئاسة فأعتقد أن حفتر المدعوم من السيسي ونفس القوى التي دعمت السيسي بعد أن ينتهي من عمليته سوف يترشح للرئاسة خوصا وهو مدعوم من القبائل ودول أقليمية وعالمية .

لاننكر أن عودة العسكر أتت بدعم شعبي من شعوب هذه البلدان والسبب أن الناس لاتعي معنى الدولة المدنية ولم تتربى على مفهوم الدولة المدنية في مناهج التي يدرسوها في المؤسسات التعليمية في مختلف الدول العربية وحتى أن بعض الدول تعلم ابناءها أن العلمانية تعني الكفر أو الأشراك بالله .بالتالي نرى الانظمة العربية أما أنظمة مدعومة من رجال الدين أو العسكر وستبقى كذلك حتى يعي المواطن العربي مفهوم الدولة المدنية .