17 نوفمبر، 2024 6:31 م
Search
Close this search box.

عودة العزف على الوتر الطائفي من بعض المرجعيات 

عودة العزف على الوتر الطائفي من بعض المرجعيات 

هناك شبه إجماع شعبي على أن التفجيرات التي حصلت في الكرادة وفي مرقد سيد محمد ابن الإمام الهادي عليهما السلام كانت من قبل إيران بصورة مباشرة من خلال قاسم سليماني أو بصورة غير مباشرة من خلال أتباعها في العراق ، وإذا كان التفجير الأول في الكرادة هو من أجل مكاسب سياسية ولزيادة الضغط على المحور الأميركي الذي يمثله حيدر العبادي والحصول على مكاسب على الأرض وإحكام السيطرة على بغداد ، فمن الواضح أن التفجير الثاني الذي حصل في المرقد هو لخلط الأمور بتصوير حوادث التفجير الأخيرة كانت تستهدف الشيعة وإعطاء الموضوع الغطاء الطائفي خصوصاً مع افتضاح الأمر في تفجير الكرادة حيث كانت ردة فعل الجماهير تُحمل المسؤولية للفرقاء السياسيين وتـحمل مرجعية السيستاني في سكوتها عن السياسيين الذين يمثلونها .
لكن الغريب الذي لم يتوقعه المحللون أن تدخل مرجعية السيستاني على الخط بتصريحها أن التفجيرات التي حصلت في الكرادة استهدفت الشيعة حيث جاء في خطبة الجمعة في كربلاء قول المدعو أحمد الصافي ( فاجعة تفجير الكرادة سلبت عن الناس فرحة العيد وحولته لمناسبة حزن وأسى واختار الإرهابيون ذلك التجمع الكبير من الرجال والنساء والأطفال من أتباع أهل البيت بهدف إراقة دماء أكبر عدد منهم وإيقاع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب ) وأضاف ( ليعلموا أن المؤمنين السائرين على هذا الدرب لن تزيدهم هذه الأعمال إلا إصراراً على التمسك بمبادئهم ، وليعلم الإرهابيون أن المقاتلين المؤمنين سيلقنون الدواعش دروساً لن ينسوها بساحات القتال ) .
وبتحليل بسيط لهذه التصريحات نجد أن السيستاني دخل على الخط في هذه اللعبة من خلال التأجيج الطائفي بقوله أن انفجار الكرادة استهدف الشيعة بينما الكل يعرف أن ضحايا الانفجار هم من كل أبناء المجتمع من الشيعة والسنة والمسيحيين ، وفي كلامه هذا تحريف للوقائع في سبيل الحث الطائفي ، ويا ليته توقف عند هذا الحد بل زاد الطين بلة من خلال دعوته للانتقام من الأبرياء من أهل السنة مهدداً أن المقاتلين المؤمنين سيلقنون الدواعش دروساً لن ينسوها في ساحات القتال . وفي هذا إشارة موجهة لأكثر من جهة ، فهي موجهة للمليشيات بالانتقام من أهل السنة وأكثر من ذلك فإنها تعطي القدسية لعمليات الانتقام بوصفها للمليشيات بالمقاتلين المؤمنين ، وهي إشارة إلى الحكومة بضرورة إشراك المليشيات في معارك الموصل لكي يأخذوا بالثأر بعد أن عجزت الحكومة عن الأخذ بثأرهم ومسك المتورطين .
ولا غرابة في تأجيج الطائفية من السيستاني لمن يعرف حقيقته ولم ينخدع بالإعلام المزيف كون السيستاني صاحب سوابق في ذلك وفتواه الطائفية بالجهاد الكفائي معروفة للجميع وهذه الفتوى هي التي سلطت المليشيات على الشعب لهذه اللحظة كما يقول المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني ( صدرت الفتوى وأعطت للمليشيات صفة شرعية وقانونية نتيجتها التمرد على الدولة والسلطات كما شكا المسؤولون أنفسهم ) ويضيف ( إنّ فتوى الحشد ظاهرها للعراق ، لكن جوهرُها ولبّها وأصلُها وأساسُها لحماية إيران وإمبراطوريتها ومشاريعها ) .
ومن خلال تصريحات خطبة الجمعة أظهر السيستاني حقيقته وهدفه الخبيث في تفريق هذا الشعب من خلال استخدام ورقة الطائفية التي أحرقها تفجير الكرادة ، ولكن السيستاني وإيران التفوا على الناس ليعيدوها إلى التخندق الطائفي ولن يكتفوا بهذه التفجيرات بل ستظهر تفجيرات أخرى لأنهم يريدون القضاء على هذا الشعب في سبيل تحقيق مصالحهم الدنيوية وحفاظاً على الأمن القومي الإيراني وليذهب شيعة العراق إلى الجحيم لكونهم الحطب المناسب لهذه المحرقة بسبب وجود السيستاني وفتاواه ومواقفه .

أحدث المقالات