18 ديسمبر، 2024 4:04 م

عودة العراق تدريجيا..

عودة العراق تدريجيا..

بدأ العراق يعود تدريجيا الى مكانه الطبيعي على المستوى العربي والدولي ايضا فبعد تراجع السياسية الخارجية للعراق طيلة الفترات السابقة من عُمر الحكومات التي تشكلت بعد عام ٢٠٠٣ عندما كان ينظر الى العراق على انه ضعيف متمزق متناحر والكل يعتبره فريسة سهلة وارض رخوة لزراعة النباتات السامة التي تزيد من هشاشته ومرضه ظنا منهم انه اوشك على الموت او سيكون مجرد دار استراحة لكل الطامعين والمحتلين وتجار الفتن والحروب لكنهم اخطأوا كثيرا فالعراق لن يموت ابدا لانه نبض الحضارة الانسانية ورائدها.
وبنظرة سريعة نجد ان العراق اصبح الان قِبلة للقادة والزعماء والحكومات فنرى زيارات عديدة للمسؤولين العرب والاجانب لفتح آفاق جديدة من العلاقات الايجابية مع العراق كما ان بعض الدول التي كانت علاقتها معه متشنجة او مقطوعة في فترات ما كالمملكة العربية السعودية جاءت زيارة وزير خارجيتها (الجبير) لتعطي رسالة ايجابية للجميع وهي خطوة بالاتجاه الصحيح واخيرا زيارة العبادي لامريكا كأول رئيس عربي يتم استقباله بطريقة خالفت المراسيم الدبلوماسية المعتادة.
ان هذه الانجازات السياسية جاءت نتيجة للانجازات العسكرية التي حققتها قواتنا البطلة بكل صنوفها وعناوينها في معركتنا المقدسة ضد مجاميع الارهاب الداعشي لذلك فإن المسؤولية الكبيرة الان تكمن في الحفاظ على هذه الانجازات ومن اهم العوامل التي تساهم في المحافظة عليها هو ترصين الجبهة الداخلية وتوحيد المواقف الوطنية بالرغم من الاختلافات في القناعات بين الشركاء إلا ان الحفاظ على ماتحقق عسكريا وسياسيا هو مسؤولية القوى السياسية جميعها وعليهم عدم الاستهانة بما تحقق او النظر له بمنظار شخصي او حزبي او طائفي فالانتصار عراقي وللجميع واشترك فيه الجميع واختلطت فيه دماء العراقيين بكل انتماءاتهم لترسم لوحة الانتصار على اديم الرافدين فلا تضيعوا هذه الانتصارات وهذا الانجاز السياسي لانها امانة في اعناق الشرفاء.