7 أبريل، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

عودة الصحوات ..هل ادركت الحكومة اخطائها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

التوجه الحكومي الاخير بدعم الصحوات في مناطق غرب العراق لمجابهة تنظيم القاعدة ودولة العراق وبلاد الشام الاسلامية في محاولة من الحكومة العراقية لضرب نفوذ التنظيم في هذه المناطق ، خصوصاً بعد الانهيار الامني وازدياد معدلات التفجيرات والعنف بشكل غير مسبوق في العاصمة بغداد بالاضافة الى التفجيرات التي طالت عدد من محافظات وسط وجنوب العراق ، وبالتالي جاءت هذه الخطوة الحكومية المتأخرة بالعودة الى دعم قوات الصحوات وهذا برأيي يعود الى عدة اسباب اهمها :
1-           فشل المنظومة الامنية في القضاء على الارهاب والتنظيمات المسلحة : بالرغم من وجود اكثر من مليون عنصر شرطة وجيش الا انهم فشلوا تماماً في القضاء على الارهاب او تحقيق امن نسبي ويعود ذلك الى عدم كفاءة وأهلية هذه الاجهزة في مواجهة التحديات الامنية  .
2-           ادركت الحكومة ان قرارها السابق بحل قوات الصحوة كان خطأ استراتيجياً دفعت ثمنه لاحقاً بانهيار شعبيتها التي استندت أصلاً على النجاحات الامنية التي تحققت في حينها والتي كان الدور الابرز فيها لقوات الصحوة.
3-           ازدياد قوة التنظيمات الارهابية المسلحة في مناطق غرب العراق وتصديرها للأرهاب لكل محافظات العراق ونظراً عدم وجود مقبولية للحكومة العراقية واجهزتها من قوات الشرطة والجيش في هذه المناطق الغربية لاسباب تتعلق بقرار حل الجيش العراقي السابق واتهامات شعبية بسيطرة الميليشيات الموالية لايران على قوات الجيش والشرطة الحالية وبالتالي وجوب دعم ميليشيات من داخل هذه المناطق للقضاء على البؤر الارهابية فيها .
4-           المخاوف الحكومية من توجه تركيا والسعودية ودول الخليج لتصفية باقي حساباتها مع الحكومة العراقية – بعد انهيار النظام السوري – بان تقوم بدعم الميليشيات المسلحة في غرب العراق على غرار الوضع السوري مع سهولة الوضع بالعراق كون المؤسسة العسكرية في العراق لاتملك عقيدة عسكرية وولاء للقيادة كما في الجيش السوري ، لذلك تسعى الحكومة الى دعم الصحوات بالمال والسلاح لتكون لها القوة على الارض لمنع هذه الفرضية .
5-           تجنب تكرار سيناريو ساحة الاعتصام في الحويجة في باقي ساحات الاعتصام في مختلف مناطق العراق ذات الاغلبية السنية وتجنيب الجيش الاحتكاك والتصادم لما لذلك من تداعيات على المستوى الاقليمي والدولي والاعتماد في هذه المهمة على قوات الصحوة .
وأياً كانت الاسباب والمبررات لهذا التوجه الحكومي فان ذلك سيكون له تأثير على الارض لان اهل مكة ادرى بشعابها وحتماً سيكون رجال الصحوات الاقدر في القضاء على الارهابيين ولكن الواجب على الحكومة ايضاً ان تحتضن هؤلاء الاشخاص وان تحترم تضحياتهم لا بمجرد ان تنتهي مهمتهم تقوم برفع الغطاء عنهم وسحب اسلحتهم وقطع رواتبهم ورفض دمجهم بقوات الشرطة والجيش او حتى توفير فرص العيش الكريم لهم وتتركهم وعوائلهم عرضة للقتل والتهجير وتفجير منازلهم كما حصل بعد خروج القوات الامريكية في نهاية العام 2011 .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب