23 ديسمبر، 2024 10:39 ص

عودة الشياطين (2000)

عودة الشياطين (2000)

النسخة الجديدة من “طارد الشياطين”(1973)!بعد حوالي 27 عاما من الفيلم الأول الشهير، تم بالعام 2000 اطلاق نسخة جديدة محسنة وأطول بحوالي 12 دقيقة من النسخة الاولى، بالاضافة لمؤثرات صوتية وموسيقية جديدة وبعض المشاهد الجديدة: تصاب ريغان (ليندا بلير) ابنة الممثلة المطلقة كريس ماكنيل (ايللين بورستين) بنوبات غضب شديدة، يعجز الأطباء عن تفسيرها لكونها “ودودة ومحبة” بظروفها الاعتيادية، بعضهم يعزي ذلك لحالة المراهقة التي تمر بها، وبعد تكرار الحالة يفسر بعضهم ذلك بسبب انفصال والديها…ولكن الحالة تستفحل لاحقا فتظهر عليها اشارات خطيرة، مثل الارتجاف الشديد، وتحول لون وجهها الى الأزرق، وغرق عينيها بغيبوبة مخيفة، ثم يصبح الأمر مخيفا ومرعبا عندما تصدر أصوات شيطانية “مسكونة” لا تشي بصوتها الحقيقي الناعم، وتتمكن من ادارة رأسها 360 درجة، كما ترتفع معلقة بالهواء عن سطح السرير وتتقيأ مادة “خضراء”!
عندئذ يقتنع القس الشاب داميان كاراس (جايسون ميللر) بأن ريغان مسكونة، لكن وحده الأب ميرين (الممثل القدير ماكس فون سيدو)، العائد من رحلة
تنقيب غامضة عن الآثار في الشرق الأوسط، هو الوحيد القادر على انقاذ روحها وتخليصها من الشيطان الكامن داخلها مضحيا بنفسه في نهاية الشريط!
تفاصيل الحبكة:
يعود الشيطان الأثري “بازوزو” المتمثل بتميمة حصل عليها الكاهن المخضرم لانكستر ميرين (ماكس فون سيدو) أثناء قيامه باجراء حفريات أثرية في شمال العراق، يعود للانتقام…ويتزامن ذلك مما يحدث في جورج تاون…عندما تلعب المراهقة ريغان (ليندا بلير في الرابعة عشر من عمرها) مع لوحة “ويجا” الغامضة، حيث لاحظت والدتها الممثلة “كريس مالتيل” أن ابنتها الجميلة بدأت التصرف بغرابة واصدار اصوات غامضة، واستخدام تعبيرات بذيئة، واظهار قوى خارقة غير طبيعية وهز سريرها بقوة، وتستشير الام القلقة “د.كلاين” الذي لا يجد بعد فحصها شيئا غير طبيعي بها، وفي ليلة ما تقتل ريغان مخرج أفلام امها “بروك دينينغ”…يقوم اللويتنانت “وليام كندرمان” بالتحقيق بحيثيات الجريمة، ويقابل كريس والكاهن والطبيب النفسي “داميان كاراس”، الذي فقد ايمانه بعد وفاة والدته، ثم يقرر الأطباء أن “طرد الأرواح” ربما قد يكون السبيل الوحيد لمساعدة ريغان وانقاذها من المس الشيطاني، وترتب كريس لقاء مع كاراس، ولكنه يتردد خائفا بالرغم من استفحال حالة ريغان، ثم يوافق بعد رؤيته لعبارة “ساعدني” مكتوبة على بطنها، ويستدعي الكاهن الخبير “ميرين” بوجوده كمساعد له…
في غرفة نوم ريغان يحاول كل من الرجلين طرد الشيطان القابع داخلها، ولكن “بازوزو” العنيد يسخر منهما، ويوجه اهاناته لكاراس ساخرا من والدته الراحلة، مما يتسبب بانقطاع كاراس عن المتابعة وقد تملكه الخوف، ثم يدخل يوما ما للغرفة بعد أن سادها صمت مريب، ليكتشف مقتل الكاهن ميرين، وليفاجىء بروح “بازوزو” المرعبة وهي تسخر منه ضاحكة، والتي تنجح بتقمص كاراس تاركة جسد ريغان المنهك، ثم نرى الكاهن كاراس وهو
يقذف بنفسه مرعوبا ومضحيا بنفسه عبر النافذة، قيل ان يجبره “بازوزو” الشرير على ايذاء ريغان، حيث يتعرض لجروح وكسور قاتلة…بعد بضعة أيام نجد الفتاة “ريعان” وقد عادت لوضعها الطبيعي، وتعود مع والدتها الى لوس انجلوس، ولكن المحقق “كندرمان” (الصديق القديم لكاراس) يحاول مجددا التحقيق بكيفية مقتل “كاراس” بهذه الطريقة الفجائية المرعبة!
يقوم الممثل القدير “لي كوب” بدور الليوتنانت المحقق “وليام كندرمان”، كما تقوم الممثلة “مرسيدس” باصدار أصوات الشيطان “بازوزو”، وتلعب الممثلة “ألين بورستاين” بدور الام “كريس ماكنايل”، أما الغبقري “ماكس فون سيدو” فيقوم بدور الكااهن المخضرم “لانكستر ميرين” وقد كان في الرابعة والأربعين وقد حوله الماكياج البارع ليبدو من الصعب “تمييزه” في الرابعة والسبعين.
تكمن ميزة هذا الشريط بجاذبيته المرعبة التي لا يمكن مقاومتها، فأنت تشاهد في كل مرة شيئا جديدا لم تره من قبل، تماما كما بفيلم الأب الروحي لكوبولا… لقد افتتح هذا الفيلم في حينه جيلا جديدا من سينما الرعب، وأدخلنا بمتاهة قصة تبدو وكأنها واقعية خالطا تفاصيل المس الشيطاني والتعذيب الطبي، وتطرق بقصد للمبالغات الاستعراضية والبناء الفوضوي للسيناريو ليصل الى صياغة بارعة تقشعر لها الآبدان، متجاوزا مفهوم سينما الرعب التقليدي، ليصبح تجربة عميقة “بصناعة الرعب” المثير الحافل بالخوف والدراما والروحانية العميقة والبعد الديني، حتى ان المخرج الشهير “سكورسيزي” قد اعتبره واحدا من أعظم 11 فيلم رعب بتاريخ السينما، كما تم تصنيفه كواحد من افضل 500 فيلم سينمائي.