يتحدث العديد من كتاب القصص والروايات، ومؤلفي الأعمال الفنية بمختلف أشكالها، أنهم يستمدون أفكارهم، ويتأثرون بقصص حقيقية من واقع مجتمعاتهم، مع إضافة بعض المؤثرات والمواضيع التي تعني تلك المجتمعات لجلب الاهتمام، فيما يستمد المؤرخين وصناع الأعمال الفنية المسموعة والمرئية (إذاعة، تلفزيون وسينما) مواضيعهم من أحداث تاريخية، تناقلها الناس وبطون الكتب.
أما في بلاد العجائب، فالأمر مختلف، ولا اقصد هنا بلاد العجائب الذي زارته الصغيرة (أليس) في رواية الكاتب الانكليزي(لويس كارول أو تشارلز دودجسون)، وإنما اقصد بلدنا، العراق.
خبر صغير يظهر في العديد من وسائل الإعلام، عن عودة الرئيس الحاضر الغائب، الموعد يوم السبت، ولا اعرف هل أن جلالة الرئيس فخماني أو فخامة الرئيس طالباني، قد تأثر بعودة (أبو عصام) الشخصية المميزة في المسلسل السوري باب الحارة؟ بعد أن عاد المسلسل من غياب أربع سنوات، أم أن فخامة الرئيس(حفظه أو رحمه الباري)، تأثر بالمسلسلات المدبلجة التي غزت المجتمعات العربية وقنواتها التلفزيونية؟ أم أن فخامته يحاكي أجهزة الأمن والشرطة، والتي تأتي بعد فوات الأوان أو في اللحظات الأخيرة؟ كما تظهر على الشاشة الفضية أو البيضاء.
صح النوم، أقولها لكل من يتصور إن هذا الشعب نائم، لسنا نائمين ولا غافين ولا غافلين، وإذ انتم ترون الوسن في العيون، فإنما تعب الحياة معكم أرهقنا، تخدعونا، وتماطلون، تعدونا، وتخلفون، تسرقونا، وتصرخون، تقتلونا، وتبكون، وترفعون القميص، بدم كذب، اتركونا لأنياب الذئب فإنها ارحم من ابتساماتكم، يال وقاحتكم، أي كرسي هذا الذي يحيي الموتى؟ ويشفي الأكمه والأبرص والمشلول؟ ويوقظ من غط بسبات عميق؟ أي لعبة تلعبون ؟ وأي شاشة سوداء تريدونا أن نتفرج عليها؟
البلاد تشتعل، والعباد تقتل وتصلب وتهجر، وأنتم تتداولون الأمر وكان الوضع طبيعي، ولم يحدث شيء قط، يعلن رئيس البرلمان عن حاجة البلاد إلى رئيس، فيرشح بعض المواطنين نفسه، ولا يعرف إن الأمر محسوم مسبقاً.
هل وصل الاستهزاء بالعراق والعراقيين إلى هذا الحد؟ هل وصل اللؤم والكذب إلى هذا الحد؟ لقد قسمتم والله قسمة ضيزى، وأديتم يميناً ستحاسبون عليه، ووضعتم ومن سبقكم، سنة في البلاد، أسست لتقسيمه، وتفريق أبنائه، واعرفوا ماذا تشرب الإبل؟ قبل أن تسقوها..سلامي