9 أبريل، 2024 9:27 ص
Search
Close this search box.

عودة الاستقرار للعراق و سوريا

Facebook
Twitter
LinkedIn

من الصعب التفکير في إستتباب السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة من دون تحقيق السلام و الامن و الاستقرار في العراق و سوريا بصورة خاصة، ولاريب من إن تحقيق الامن و الاستقرار في العراق و سوريا مرتبط حاليا و بشکل ملفت للنظر بالدور و النفوذ الايراني فيهما، وطلما بقي هذا الدور بشکله و مضمونه الحالي، فإن أمن و إستقرار العراق و سوريا يبدو ضربا من الخيال.
من مميزات الدور المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هي إن هذا النظام وعندما يجد الخطر أو التهديد يحدق بدوره و نفوذه فإنه يلجأ لکل الخيارات التي قد لاتخطر العديد منها حتى على بال الشيطان نفسه، کما فعل في عام 2006 بتدبير حادثة تفجير مرقدي الامامين العسکريين لتفجير الصراع الطائفي في العراق من أجل الاسراع بإخراج القوات الامريکية من هناك لأنها کانت بمثابة الرقيب عليه، أو کما فعلت عام 2013 في سوريا عندما قامت وبمساعدة مخابرات النظام السوري و حکومة نوري المالکي حينها في العراق، بإعادة تشکيل تنظيم داعش لکي يغطي على الاتهامات التي کانت موجهة للنظام السوري بإستخدام الاسلحة الکيمياوية ضد الشعب السوري في غوطة دمشق، وإنه وفي ظل أوضاعه الحالية الوخيمة فإنه من المستحيل أن يتخلى عن دوره و نفوذه في هذين البلدين لأنه يعلم بأن ذلك بمثابة نهاية له.
ماقد أعلنت عنه المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، قبل أيام قلائل من أن بلادها لن تشارك في عملية إعادة الإعمار في العراق وسوريا، ما لم يتحقق حل سياسي للأزمات السياسية والأمنية في البلدين، وعودة الاستقرار إليهما. والذي جاء في خضم زيارة لها للأردن و بعد أن کانت قد دعت قبل ذلك لإيجاد حلول للتصدي لتوجهات طهران “العدائية” في الشرق الأوسط، وهو يدل على إن الالمان بل و المجتمع الدولي کله صار يعلم بأن العقبة الاساسية التي تقف بوجه أمن و إستقرار بلدان المنطقة يتجسد في التوجهات العدوانية المشبوهة للنظام الايراني و الذي يهدف لإختلاق المشاکل و الازمات و الفوضى من أجل إيجاد أجواء ملائمة و مناسبة من أجل إستمرار دوره و نفوذه في المنطقة.
هل يمکن تحديد أو إنهاء الدور الايراني المشبوه في العراق و سوريا بشکل خاص و المنطقة بشکل عام؟ تحديد الدور الايراني مع بقاء النظام يعني کما لو أنك تقطع غصون في شجرة کبيرة حيث سرعان مايتم تعويضها، ولذلك فإن الحل الوحيد کان و سيبقى هو في إجراء التغيير السياسي الفکري الجذري في إيران و الذي لايمکن أن يتم من دون دعم و تإييد نضال الشعب الايراني و المقاومة الايراني من أجل الديمقراطية و الحرية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب