بين فترة واخرى ‘ وبالتزا من مع رفع وتيرة التوتر في العراق خصوصاً وفي منطقة الشرق الاوسط عموماً ‘ ضمن الحرب على الارهاب ‘ وحرب الارهاب على كل شيء دون وضوح الرؤيا في الهدف إلا عند المصدر ( السري ) الذي يحرضهم ويمولهم ‘ يظهر الحديث عن ( التوجه الى إلاعلان عن إستقلال كردستان – فقط عن العراق ) بشكل يوحي ان للكرد ( مقسم أرضه و انسانه على اربع دول ) في منطقة الشرق الاوسط ‘ أنه في أجزائها الاخرى ورغم ان االحديث عنهم يظهر بين حين واخر ‘ لايشملهم طموح رفع العلم واعلان إلاستقلال .
و رغم أن الكثير من الحقائق ومن خلال تقارير التي تصدر بشكل ( إيحائي ) يؤكد بشكل مما لا شك فيه ان خرائط الشرق الاوسط ‘ إذا أريد ان تتغير سيكون ذلك بين ليلة وضحاها ‘ لكن الحقيقة المطلقة ان الخارطة الرئيسية لا تتغير ابدا , لان العمل على تحقيقها يتم بسرية تامة وتستغرق اعوام كثيرة دون ان يدرك احد كيفيه امتدادها او نهاية حدودها ‘ ولكن اقرب توقع هو تاسيس الكثير من الدكاكين المتناحرة او مكلفة بااشعال الحروب بالنيابة وطويلة الامد , ونحن في تحليلنا عن مصير اتفاقية ( سايكسبيكو – نشر في اكثر من موقع صحفي – 2016 ) اشرنا ايضا لهذه الحقيقة واشرنا : ان هناك من قوى الاستكبار المتنفذة تعمل لاعادة النظر بخريطة ما بعد سايكسبيكو ‘ ولكن من المؤكد لايكون في صالح طموح شعوب المنطقة بحيث يؤدي بالنتيجة ان ياخذ كل ذي حق حقة ‘ و قلنا انه هذا بالضبط ما
يجب ان يدركه الشعب الكردي ٌ وإرادتها الخيرة وضرورة عدم الوقوع في الوهم واستملاك قوة او دعم خارجي مؤقت الذي لا يدوم لأن في برنامج قوى الهيمنة الدولية يتم تفكيك و ترهيم الذي يوحي بالتوحيد بشكل ينسجم مع ثوابت الهيمنه وليس توحيد الشعوب باراداتهم الوطنية .
تم تقسيم أعوج لمنطقة الشرق الاوسط ‘ لتسير كل شيء فيها بعد التقسيم بطريقة العرجاء وكانت هذه الخطوة الاولى لتنفيذ ( عودة اصحاب ادعوا ارض الميعاد ) ولكي ينعم هؤلاء بتنفيذ محتوى هذا الكذب التاريخي ‘ يجب ان يستمر التناحر وعندما يصل نتائج التناحر في بعض انعطافاتها الى اقتراب تغيير ميزان القوى ‘ يتم اعادة النظر بـ ( بالافرازات السياسية – إن صح التعبير ) الذي يفرضها متغيرات وضع الانسان ( وتنوعاتها المتشابكة ) في المنطقة ‘ ورغم كل ماكتب وقيل عن ربيع شعوب المنطقة من إيجابيات ‘ فهي في حقيقتها نتيجه لذلك ( إعادة النظر ) ‘ انظروا : مصر تحت تهديد الارهاب و الصراع الديني بين الاسلام والاقباط و تونس الصراع الحاد بين اتجاه الديني المعتدل و المتشدد وحملة تصفية الاتجاهات العصرية ‘ و سوريا التي تحول فيها تظاهرة طالب بالاصلاح الى اقذر حرب بالنيابة يطحن كل جميل واشراقات تاريخ سوريا والمنطقة ‘ ومن خلف دخان كل هذا الشغب ‘ يرتفع صوت اعلان استقلال كوردستان و يصاحبها الدعوة ليكون لكل عشيرة دولة وعلم في المنطقه …!
قلنا في كراسنا المعنون ( حلم الدولة الكردية – 2000 ) نصاً : ( أن ابشع جريمة نفذ ضد الشعب الكردي اثناء تقسيم وطنه أن قوى الاستكبار العالمية وبعد الحربين العالمية الأولى والثانية ، قامت بتجزئة الشعب الكردي بين ثلاث قوميات ، وترك مصيرهم تحت تصرف تلك البلدان التي تعاني من أزمة ، عبارة عن ابتلائهم بقيادات سلطوية وفوقية لهم ، وكل قومية حسب إرثها التاريخي تقودها قيادات ملئت أفكارهم بالتعصب العرقي والديني والمذهبي ، والرغبة لعدم التنازل عن كل هذه العقد حتى لو سالت الدماء للركب ،
كما يقول المثل ! ودون أن يكون لهم أي استعداد لفهم أو استيعاب أفكار العصر ، مثل حقوق الآخر ، أو تبادل السلطة سلمياً بذلك خلق من خلال هذا التقسيم الظالم امام القومية الكردية وقياداتها السياسية مشكلة عقدة العقل الذي كان من البداية متعصب في اي موقف يتحدى به طموح الكردي القومية : وقع جزء كبير من كوردستان تحت سيطرة ايران وحكمها في ذلك التاريخ وريث امبراطورية كان على صراع حاد من اجل السيطرة على المنطقة ورغم دخول تلك الدولة الى دين الاسلام ولكن طموح العودة الى تلك الامبراطورية لايزال يلاعب عقل الكثير من الاتجاهات الفارسية ‘ وتركيا رغم ان الحكم الذي استلم السلطة على انقاض امبراطورية العثمانية ادعى العلمانيه والعصرنه ولكن للحكام طموح لم يتخلى عن عنصريتة المقيتة في تعاملة مع الاخرين داخل حدودها الجديدة ‘ و العرب ‘ ورغم الخداع الذي خدعهم الانكليز عندما حكموا في اقطارهم لم يتخلوا عن حلم الحكم الاموي في تعاملهم مع المنتمين الى اقوام اخرى في المنطقة وهم الذين ربطوا رسالة الاسلام بطموح التوسع القومي ، وأكدنا في نهاية الموضوع : ( أن قوى الغرب مرتاحة لهذا التقسيم ونتائجه وتعمل لتعميقها في كل المراحل والانعطافات التاريخية ولا يصدق أحد أن الغرب يعالج ما خربه هنا ، وذلك خدمة لضمان أمن الدولة العبرية ) والذين قاموا بهذا التقسيم كانوا يعرفون هذه الحقيقة ، لا بل نفذوا هذه الخطة متعمدين وفي مقدمتهم الاستعمار الانكليزي (أخبث قوة استعمارية عرفها تأريخ البشرية – ولا يزال – منذ أواسط القرن التاسع عشر) وخبثه يكمن في ترك كل المناطق التي استعمرها مليئة بألغام الشر المستطير أخطرها في منطقة الشرق الاوسط .
وكلنا نرى ‘ ان الجزء الكردي الذي كان من نصيب الدولة العراقية وبعد بحورمن الدم رغم انهم شاركوا في بناء العراق وماكان انتفاضتهم التي بداءت في ايلول 1961 الا من اجل حقوقهم المشروعة ‘ ولكن واجهة الحكومات المتعاقبة تلك المطالب بالحديد والنار وكل انتفاضات الكرد في ايران واجهة نفس المصير و كذلك
تركيا ‘ فهذه كانت نتائج تقسيم الكرد على حكام لايستجيب عقليتهم لمعنى حرية الاخرين وهذا واضح من خلال ما يحدث الان وهي اكثر من المراحل الماضيه في تعاملهم مع الكرد ‘ وعندما نتطلع على تحليلات مهتمين بقضية القومية الكردية يؤكد\ون ان قوى المنطقة المتنفذة مستمرين في توحيد مواقفهم ضد الكر د رغم كل خلافاتهم‘
( ان أعداء الكرد والمحيطين بهم لا يرغبون ان يحصل الكرد على حقوقه حتى ضمن تلك الدول وهذا واضح في تعاملهم مع اقليم كوردستان العراق وتجربته ‘, لأدراكهم ان أي تطور في هذا الاقليم هو في مصلحة القضية الكردية , وتركيا خير مثال على ذلك فما زالت تستثمر غالبية موارد كردستان العراق وتتحكم باقتصادها بقوة لأنها مدركة ان قوة الاقتصاد ستجعل من كردستان دولة قوية كغيرها من دول المنطقة وهذا ما يجعلها من معبر ( ابراهيم الخليل ) الحدودي سلاحا ترفعه على الرقاب متى ما شاءت ليبقى الاقليم في خانة الضعف الاقتصادي رغم الثروة الباطنية الهائلة في اراضيها , ومن جهة اخرى المنفذ الاخر مع ايران التي تحكم قبضتها جيدا وتمرر ما هو ملائم مع سياستها , وتأتي هذه السيطرة من تركيا وايران في سياق التشتت القائم على الارض بين الكرد وفقدان الثقة بين ابناء القومية الواحدة ) ونحن نرى ان ماجاء في هذا التحليل حقيقة .
يقول الفيلسوف الامريكي نعوم تشومسكي في استراجيات العشرة لخداع الجماهير تحت عنوان استراجية الهاء نصا ً : ( : هذه الاستراتيجيّة عنصر أساسي في التحكّم بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النخب السياسية والإقتصاديّة، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة. استراتيجيّة الإلهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب و علم الحواسيب. “حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية،
واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة. جعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات.” (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة )
وهذا مايحصل او ينفذ بدقة في هذه المنطقة ومع الاسف ان قضية الفومية الكردية وبتوجه لاعبين الرئيسين لابقاء المنطقة تحت تاثير الفوضى والخداع هي ضمن هذه الاستراتيجية الرهيبة وعلى الخيرين الكرد في اجزاء الاربعة لارضيهم وشعبهم المغدور والمقسم الانتباه لهذه اللعبة ‘ من هنا نرى انة امام القومية الكردية اختيارين ( رغم صعوبتهما في الواقع ) ولاثالث امامهم ‘ وعدم التفكير الجدي في اختيار وبشجاعة لاحد هذه الاختيارين سيبقون وقود لمحرقة اللعبة التي تلعبها قوى الهيمنة في المنطقة ‘ أما ألاختيارالاول فهو : التفاهم مع الخيرين من القوى المستوعبه لحقوق الكرد المشروع ضمن الشعوب الايرانية والتركية والعربية بأن الاعتراف الحقيقي بالقومية الكردية جنباً الى جنبهم و وجود الكرد في طهران و انقرة وبغداد ودمشق كشريك و صاحب القرار ‘ وليس فقط كطالب لبعض الحقوق المدنية هو احد مستلزمات بناء تلك البلدان وضمان استقرارهم الحقيقي وباختيار حر ‘ دون ذلك لا يستطيعون كسب جزء مهم من شعب في ايران وتركيا وسوريا والعراق وهم الكرد‘‘ أما الاختيار الثاني ( رغم انه ضمن المعجزات ) فهو : توحيد الخيرين من الكرد كقياده موحده في اجزاء وطنهم المقسم في الموقف والرؤيا والاتفاق على اختيار مصيرهم متوحدين والتوجه الى العالم ( ومن خلال الامم المتحدة وضمن مواثيقها ) مطالبين بحق تقرير المصير والا هم مستعدون لمواجهة الظلم لحق بهم موحدين ….. فهل نحلم ‘ أم أن لا مستحيل امام المتمسك بقوة الحق وهم متحدون .