ظاهرة داعش بعواملها الاستثائيه التي تزاحم الشرط الموضوعي اصبحت اكثر تجليا .
تصور لو سيطر ( كوكلوكس كلان ) أو ( الشعب الاري ) على تكساس ، وباتت مداخيل النفط كلها في متناوله ، واستعمل هذا المال قصد تأسيس شبكه من مدارس والكليات ذات اوقاف واسعه في العالم المسيحي كله ، تروج علاقتها المسيحيه الخاصة . هذا ما فعله السعوديون مع الوهابية .
حيث مكنهم النفط من نشر هذا الشكل المتشدد من الاسلام عبر العالم الاسلامي كله ، وفي صفوف المسلمين والغرب ، ولولا النفط وقيام المملكه السعوديه لبقيت الوهابيه جناحاً متطرفاً طائشاً . ( دور غولد / مملكه الكراهيه دار الجمل ص 342 بغداد 2014 ) .
بهذه المقدمه نستطيع أن نبني رأيا في ضوء منطق ما تقدم . فهذا العامل الاساس في الارهاب ثقافة وتربيه وأرضيه وبيئة حاضنه تنتشر بدء العالم الاسلامي والغربي إدراكها متأخراً اذ باشر المتضررين من الارهاب بغلق ( مساجد ضرار ) في تونس والغرب حيث كانت هذه المساجد عملها الاساس هو خلق بيئه حاضنه ومدرسه. فمنذ ستينات القرن المنصرم انعقد مؤتمراً إسلامياً دولياً في مكه سنة 1962 اسدل الستار على المؤتمر ، حيث أسس مئه واحد عشر عالماً وفقيهاً رابطة العالم الإسلامي . هذه المنظمه الجديده ، المخصصه لرعاية التضامن الاسلامي ، ستحيي الوهابية ( نفس المصدر ص 111 ) .
هذه الارضيه والخلفيه التاريخيه والمذهبيه مهدت الارض لاستقبال كل تطرف وتصهره في داخلها ، خصوصاً بعد الربيع العربي حيث تناثر فلول الدكتاتوريات السابقه ( بن علي / تونس / أخوان مصر مرسي / أخوان سوريا وفلول القذافي بقيادةً فلول صدام ) .
هذه العناصر أصبحت هي الاسمنت الجامع الرابط لفلول القاعدة لتعيد انتاجها كداعش الان لتصفية كل من هو خارج تنظيم الدوله الإسلاميه . أن داعش هي التي ارسلت الانتحاري الذي قتل عبدالله الميحنسي ، الممثل الرسمي للقاعدة في سوريا وأيضاً قائد احرار الشام ( باتريل كوكبيرن / داعش عودة الجهادين ص 101 سنة 2015 ) هذا البعد الأقليمي اعطى لورثه القاعدة وحدة لم يتصورها تمتد من طالبان إلى بوكو حرام .
فبات ولا شك فلول الدكتاتوريات العربيه السدى واللحمه لوحدة التنظميات الارهابيه لما لديهم من خبره تنظيميه واعلاميه و علاقات اقليميه ودوليه ومع كوادر الدوله العميقه واصبحوا بيضة القبان رغم تراث القاعده .
هذا البعد الاقليمي ليس مقطوع الجذور دولياً ونقصد البعد الدولي الاسلامي .
وقبل ذلك لابد من المرور بالموقف الخليجي ودوره في التمويل أي الدول التي تساير السعوديه . في سنة 2009 ، بعد مرور ثماني سنوات على احداث / 11 / ايلول 2001 ، كشفت ويكيليكس عن برقيه من وزيرة الخارجيه الامريكيه هيلاري كلنتون تشتكي فيها من أن متبرعين خليجين يشكلون أهم مصدر تمويل للجماعات السنيه الارهابيه / نفس المصدر ص 63 ) . أي أن شعوب الخليج ضمن الاطار الوهابي كما لمسناه في دعم قطر رسمياً وشعبياً للارهاب في ليبيا وسوريا علنياً .
فالبعد الاسلامي الدولي يتمثل في الباكستان وافغانستان وتركيا أو الاحرى المخابرات العسكريه الباكستانيه كانت الحاضن الأخر للقاعدة وطالبان والحركات الجهاديه بشكل عام ( نفس المصدر ص 64 ) وافغانستان أصبحت ساحه تدريب ومقر للقاعدة ولاحاجه لتفاصيل عنها .
أما تركيا الاخوانيه من خلال حزب العداله والتنميه فأننا نعيش تدخلها يومياً في فتح حدودها للعبور إلى سوريا والعراق وبدعم خليجي معروف الهدف المعلن اسقاط الاسد أولاً . ومنع قيام دولة كرديه ذات توجهات يساريه او علويه او اثنيه .
أما البعد الدولي غير الاسلامي / امريكا ودول اوربا الغربيه هو أنه جعل من حرب الثلاثين عاماً الشيعيه السنيه عملية استثمار في خليه نحل لا بد أن يلدغون منها . فلحد الان ال ( BBC ) تسمي داعش الدولة الاسلاميه تبشربها وتمنى رئيس الوزراء البريطاني في خطابه بالبرلمان بمناسبه تفجيرات تونس وقتل ( خمسة عشر بريطاني ) أن لا تسمي داعش بالدوله الاسلاميه .
وبما أن الصراع سياسياً وليس مذهبياً خالصاً اجمالاً لابد من الاشارة أن الاساس هو كذلك ولكن يوجه حسب المناسب فاليوم الصراع في ليبيا وهي سنيه ما لكيه والجزائر ونيجيريا ومصر الشافعيه فالمسأله وهابيه ضد الجميع تبدأ من معاداة الشيعه وتكفرهم و أن الدعوه إلى التقارب بين الشعيه والسنه كما تعلن أحدى الفتاوي مشابهه للدعوه إلى التقارب بين الاسلام والمسيحيه ( نفس المصدر ص 127 ) .