تتشكل الدولة من ثلاث سلطات رئيسة، هي السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية، وطبعا تنضوي داخل كل سلطة، عدد من المؤسسات تكون تابعة لكل سلطة، يجب أن يمتلك العاملين بكل سلطة، مؤهلات تمكنهم من أداء الأعمال المطلوبة من سلطتهم.
مجلس النواب كسلطة تشريعية ورقابية، يخضع لتلك الضوابط، حيث يتم اختيار شخصيات، لها القدرة على التشريع والرقابة بشكل متميز، هذا الاختيار يكون مشترك بين الأحزاب والكيانات السياسية والمواطن.
فالأحزاب ملزمة أخلاقيا، بترشيح شخصيات تمتلك ميزات، تمكنها من أداء دورها في هذا العمل، أما المواطن فهو الآخر، مكلف بأن يختار الأفضل بين المرشحين، طبعا هذا في حالة الديمقراطيات الراسخة.
لكن في العراق الذي يعيش تجربة حديثة، عانت من التعثر مرات عديدة، فضلا عن الممارسات التي رافقت عمر هذه التجربة، من استغفال واستهداف للأحزاب بعضها البعض، إضافة لمخلفات الديكتاتورية، التي تركت أثرها على وعي وإدراك المواطن العراقي، كل هذا تسبب في إدخال شخصيات إلى مجلس النواب، لا علاقة لها بالعمل السياسي والبرلماني، بل لا تعي الدور والواجب المطلوب منها.
بعض هؤلاء يظن، أن العمل البرلماني، هو معارضة وتصريحات ونقد، آخر يظن أن هذا العمل امتيازات وسلطة وتوظيف وجمع ثروة، وقد برزت هذه الصورة في الدورة السابقة في البرلمان، ومازالت هناك بقايا من هؤلاء بين النواب، في الدورة الحالية.
على سبيل المثال لا الحصر، ماذا قدم نائب مثل كاظم الصيادي، سوى الصريخ والزعيق والتخوين وتوجيه التهم، ولم يكن إلا بوق ينفخ به من يشاء متى شاء، أيضا رعد الدهلكي الذي لا يجيد سوى التصعيد، والتباكي على حقوق موهومة لطائفة معينة، وأيضا ناهدة الدايني التي أمضت عمرها في البرلمان، في البحث عن الإثارة الطائفية.
حنان الفتلاوي التي تجيد الشتم والسب والقذف، والانبطاح أمام مصالحها ومن يحقق لها تلك المصالح، كذا بالنسبة للمتصابية عالية نصيف، التي هددت العراق
في يوم ما، بأن عدم التجديد للمالكي، سوف يؤدي إلى انسحاب الجيش العراقي من مواجهة داعش، حسب ما اخبرها قادة عسكريين هي على علاقة بهم.!
هذه النماذج التي ليس لها تاريخ ولا حاضر، بل جاءت بها الصدفة لتصل عضوية مجلس النواب، بدون برنامج أو خطة عمل أو فكرة، وتنظيف مجلس النواب والعملية السياسية، من هذه العوالق الضارة مهمة وطنية، خوفا أن تنتقل العدوى لآخرين على مبدأ ( لا تربط الجر باء قرب صحيحة .. خوفا على تلك الصحيحة أن تجرب).
خاصة وان العراق اليوم، بحاجة لأصحاب الأفكار الخلاقة والمبدعة، الباحثين عن حلول لمشاكله، التي تكاد تؤدي بالبلد إلى المجهول، واستمرار هكذا نماذج تحاول ان تعوض فراغها، من أي نافع، بالعزف على وتر العواطف، يضع البلد ومستقبله على كف عفريت، ويعرض أجياله لأخطار شتى.