ذهبت عائلة جاري ليلة الخميس الى متنزه ساحة الحمزة، الواقع في بغداد / منطقة الحبيبية، للتنزه وتغيير الجو، خصوصا وانهم من العوائل المحافظة، قليلة الخروج والاختلاط المجتمعي، لكن سرعان ما عادوا الى منزلهم؛ وبعد خروج أبو علي سألته: لماذا عادوا بهذه السرعة، وعسى ان يكون المانع خيراً فقال:
يا خير أبو حبيب رحمة الوالديك؟ لوما رايح هواي أحسن
سلامات
رحنا وطبكت السيارة على صفحة، ودخلنا بالساحة، لكينا العوائل تدخل وتفرش، كيفت وفرشنا وكَعدنا وبدوا الأطفال يلعبون، شوي دخلوا درجات اثنين وبيها شباب، كاموا يبطنشون ويغنون اغاني سخيفة، وموشمين وملابسهم غريبة، تكول شلون هذوله بالأفلام الامريكية الهابطة، وانوب وراهم دخلوا اثنين، قواطي البيرة بأيدهم، وراحوا يم النافورة، واحد بال بالنافورة، لا استحى ولا خجل كدام العوائل، والثاني دخل بالنافورة ويغسل…
أي محد راح عليهم حاجاهم؟!
أي اكو رجل كبير، الفلاح الي مخليته الأمانة، خوش رجال أدمى راحلهم، جان اسمع واحد صاح عليه ارجع معليك، انت تعرفني منو؟ تره هسه ابطلك
اهاا انوب؟! وانت ليش ما رحت وياه
أبو حبيب تدري بيه أني كافي خيري شري، وهذوله لوما وراهم ناس تحميهم ما سووا هيج
وتالي؟!
اشتالي؟ الأطفال خافوا والعوائل بدت تنسحب واني همين جبت عائلتي ورجعت
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
والله اشوف أبو حبيب لو تكتب حول الموضوع، بلكي يلكون حل ترى ملينا
وها أنا ذا أكتب فلعل قارئ يقرأ فيعيننا على ما نحن فيه…
كتبتُ فيما مضى حول الكثير من المشاكل المهمة، التي تخص الفرد والعائلة والمجتمع بصورة عامة، واقترحت حلولاً، والحمد لله تم الاخذ بالمقترحات والعمل بها، حيث لاقت نجاحا لا بأس به، منها ما يحدث سابقا من مضايقات من قبل شباب جاهل في زيارة الأربعين، واقترحت ان يتم الاشراف عليها من قبل هيئة الحشد الشعبي وتم ذلك، وهنا أيضا أتمنى ان يوكل امر حماية المتنزهات العامة للهيئة نفسها، لما رأيناه من حسن التدبير والتعامل الجيد، بل الممتاز مع كافة شرائح المجتمع؛ نحن مع الحرية الشخصية، لكن ليس على حساب حرية الاخرين وآداب المجتمع العامة، فان محاربة المحتوى الهابط لا تقتصر على النشر في مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بل من باب أولى محاربة الفعل الهابط أيضا، فكثير من الناس لا تتابع مواقع التواصل هذه، لكنها تحتك بالمجتمع فترى العجب العجاب!
بقي شيء …
جاء في الأثر الشريف (إن لم تستح فأفعل ما شئت)، والظاهر ان هؤلاء لا يستحون، فيفعلون ما يحلو لهم، لذا وجب تأديبهم وفق قانون التعدي على حريات وحقوق الاخرين، وهنا ادعوا منظمات حقوق الانسان ان يكون لها موقف جدي، وتدافع عن حقوق أمثال جاري أبو علي ممن لا حول لهم ولا قوة، مسالم بيس به سند عشائري او حزبي…