كأن العراق ليس فيه مايكفيه من المشاكل والازمات حتى أنبرى طائفي قزم مع شديد الاسف يحمل صفة أستاذ جامعي نافثا سمومه الطائفية ، بتوجيهه سؤالا لطلبة القانون في جامعة ديالى فيه أساءة واضحة لزوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام مما أثار أستفزازا للمتظاهرين والمعتصمين في عديد المحافظات العراقية . وترتب على ذلك أتخاذ الحكومة الايرانية وتابعتها العراقية مواقف حيال هذا الموضوع .
وللوقوف على خلفية هذه المشكله وتحديد ابعادها وفق منهج التحليل الكيفي لابد من تسليط الضوء على أركانها الاربعه المتمثله ب ( شخص أثار مشكلة في الرأي العام ، جماهير واسعه شعرت بالاهانه ومساس بعقيدتها وكرامتها من هذه الطروحات وموقف حكومة أيران بالمقارنة مع احداث التاريخ ، وأجراءات الحكومة العراقية ) مع الاخذ بعين الاعتبار الظروف الزمانية والمكانية التي أثيرت فيها المشكلة .
_ وجه الاستاذ الجامعي عباس الدركزلي معاون عميد كلية القانون للشؤون الادارية سؤالا لطلبة المرحلة الثالثة في مادة قانون العقوبات الخاص مفاده ( قام المدعو عمر بقتل شقيقته عائشة لتلبسها عارية في الفراش مع عشيقها عمر متلبسة بالزنا وقام بقتلهما في الحال ) .
_ خرج طلاب جامعة ديالى بتظاهرات منددة بهذا التصرف وتعالت أصوات الادانه والاستنكار لهذا الفعل من الجماهيرفي عدد من المحافظات الذين مستهم هذه الاساءة والاهانه بل وذهب البعض منهم الى التهديد والوعيد والنيل من المدعو عباس . واتخذت جامعة ديالى خطوة ايجابية بعزل المدعو كما أستنكرت الادارة المحلية في المحافظة هذا الفعل مما خفف من حدة الغاضبين .
_ نشرت صحيفة كيهان عربي الايرانية وعلى صفحتها الاولى ، خبرا مفاده (( أن حكومة طهران تحمل الحكومة العراقية المسؤولية الكاملة عن سلامة الاستاذ الجامعي ( عباس ) مؤكدة عزمها منحه اللجوء السياسي للجمهورية الاسلامية الايرانية .
_ الحكومة العراقية لم تتخذ أيه اجراءات وظيفية رادعه ضد المدعو ( عباس ) بل على العكس وحسب رغبة الحكومة الايرانية ، فقد أتصل على الاديب وزير التعليم العالي بقيادة الفرقة 12 وأمر بتوفير الحماية للمدعو ( عباس ) بنقله الى معسكر سعد ، الى أن يتم نقله الى مكان آخر .
يبرز جليا أن المواقف التي أحاطت بالقضية تحمل في ثناياها أجندات خفيه لتحقيق غايات وأهداف القائمين عليها ويتجلى ذلك من خلال :
_ من المؤكد أن مايحمله المدعو ( عباس ) من مؤهل علمي وممارسته لمهنة عامه ( أستاذ جامعي ) تجعله محصنا من أثارة هكذا طروحات طائفية على الرأي العام بها أساءة واضحة لشريحة واسعة من المجتمع العراقي ، حتى وأن كان يعتقد هو وأطاره المرجعي بها ، كما أنه يدرك ماسيترتب عليه وعلى عائلته بل وحتى عشيرته كونه في مجتمع متداخل طائفيا . الامر الذي يؤكد أنه كان مجرد أداة أو وسيلة ليس الا .
_ مع أن موقف أيران في هذه القضية يعد تدخلا سافرا في الشأن العراقي الداخلي فهو يبين بوضوح التسلط الايراني على القرار السياسي العراقي وكذلك عهر مايسمى آيات الله في ولاية الفقيه والازدواجية والانتقائية السياسية التي تمارسها حكومة طهران حيال مشكلة مشابهه ، فقد أصدر الخميني في ثمانينات القرن الماضي فتوى تجيز قتل الهندي الاصل بريطاني الجنسية سليمان رشدي عندما أصدر كتابه (آيات شيطانية ) الذي فيه أساءة للدين الاسلامي الحنيف .
_ أما الحكومة العراقية فأنها لم تتخذ أي موقف حازم بل التزمت الصمت ولم تحرك ساكنا أزاء أساءة المدعو ( عباس ) وأستفزازه للرأي العام الثائر في العديد من المحافظات العراقية ومنها محافظة ديالى .
أن موقف الحكومة العراقية ومن خلفها حكومة طهران التي وضعت في حساباتها حالة الغليان والهيجان الذي تشهده الجماهير التي وجهت اليها الاساءة وكذلك أنتقائية المنطقه كونها متداخلة طائفيا ، يدل دلالة واضحة أن غايتها من اثارة هذه المشكلة هو لاثارة الفتنه الطائفية لجر المتظاهرين الى الصدام وتحويل مسار التظاهرات السلمية الى أحداث عنف يسمح لها باستخدام قواتها العسكرية ، بعد أن فشلت في محاولتها السابقة في الفلوجة عندما قتلت قوات الحكومة عدد من المتظاهرين . الامر الذي يتطلب من المتظاهرين والمعتصمين عدم الانجرار خلف هذه الاساليب المكشوفة المفضوحة والالتزام بسلمية حراكهم السلمي . كما أنه من المؤكد أن حكومة المالكي سوف تستمر باساليبها الميكافيلية للانقضاض على الحراك الشعبي ولو كانت تكاليفه وحدة العراق .
[email protected]