23 ديسمبر، 2024 6:53 ص

عهد العبادي يشهد نهاية التوافق بين الكتل السياسية..وينقل جثمان المصالحة الوطنية الى مثواها الاخير ؟!!

عهد العبادي يشهد نهاية التوافق بين الكتل السياسية..وينقل جثمان المصالحة الوطنية الى مثواها الاخير ؟!!

يؤكد محللون يتابعون تطورات المشهد السياسي العراقي في مراحله المتفاقمة أن عهد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ربما يشهد نهاية ( التوافق ) بين الكتل السياسية، ويتم نقل ( جثمان المصالحة الوطنية ) الى مثواها الاخير!!
ففي غضون إسبوعين ، شهد الوضع الامني في مدينة الاعظمية اضطرابا غير مسبوق تمثل في قيام فئة ضالة ممن اختلطوا مع زوار الامام موسى الكاظم بافتعال ازمة امنية أرعبت اهالي الاعظمية واشاعت الفزع والاضطراب، واجهها الراي العام العراقي بالسخط والغضب على تلك الجريمة التي استهدفت بيوت المواطنين الآمنة ومواقع حكومية وبيوت الله، وهي لم تكن الاولى ولم تكن الاخيرة.
كما شهدت محافظة الانبار هزيمة منكرة للقوات العسكرية والامنية ادت الى فاجعة اليمة وانتكاسة رهيبة، بعد سيطرة داعش على كل مركز محافظة الانبار ومحيطها واقضيتها القريبة، واضطرت القوات الامنية الى الانسحاب الى مسافات طويلة الى مدينة الحبانية والى منطقة المائة وسبعين كيلومترا أقصى غرب الانبار ، تاركة اسلحتها ومعداتها التي تكفي لاكثر من سنة لقتال متواصل، وتشرد على  اثرها الاف النازحين على جسر بزيبز وما عانوه من اهوال ومن ظلم غير مسبوق في كل التاريخ الانساني قديمه وحديثه ان يعامل مواطنو بلد بهذه الطريقة التي تخلو من ابسط قيم الارض والسماء!!
كما شهدت محافظة ديالى مؤامرة استهدفت محافظها ثم تلتها محافظة نينوى عقب يومين من المؤامرة التي استهدفت محافظ ديالى بقيام البرلمان باقالة محافظها اثيل النجيفي دونما مبرر معقول ، وعدت تلك الخطوات غير المسبوقة نهاية للتوافق السياسي بين الكتل السياسية ونهاية للمصالحة الوطنية التي قال عنها مراقبون  انها تمثل نقلا لجثمانها الى مثواها الاخير، بعد ان راحت جهات مهمة وقيادية داخل التحالف الوطني تفتعل الازمات وتحرض على الاحتراب بين مكونات الشعب العراقي، وراحت تنفخ في قربتها المثقوبة عله يكون بإمكانها الاستحواذ الكامل على المشهد العراقي برمته، والسيطرة على مقدرات الآخرين، ركب موجتها شخصيات كانت تتخذ منهج الاعتدال والوسطية واذا بها تسير الى اقصى الاصوات المحرضة على الفتنة وشق وحدة الصف والدعوة لالغاء الآخر باية طريقة، حتى وان تطلب الامر محو هويته وازالته من الوجود!!
وسط هذا الجو المضطرب والمرعب كانت كثير من الاصوات النشاز تتعالى صيحاتها لاستهداف جمهور المكون العربي ، وكانت قضيتي استهداف محافظي ديالى ونينوى احدى ابرز تلك الشواهد على النية المبيتة التي جرى بها تسميم تطورات المشهد العراقي بمؤامرات ودسائس وحياكة ونسج فبركات واباطيل وكلمات تطاول على قادة المكون العربي وتحريض بعضهم على بعض لكي تكتمل السبحة ويكون بعض العملاء المحسوبين على المكون العربي السني احد ادوات تلك الجرائم التي استهدفت بني جلدتهم، لانهم لم يرضعوا من صدور امهاتهم حليبا طاهرا، ورضعوا من لبن الخيانة مايشفي غليلهم الى الحاق الاذى بشعبهم وجمهورهم الذي خذلوه وبانت حقيقتهم الزائفة المخادعة الكذابة ، حتى استحقوا لعنة جمهور المكون العربي على ما ارتكبته اياديهم ومحاولاتهم الآثمة من افعال دنيئة تدمي قلب كل عراقي مخلص، فيه ذرة من بقايا غيرة عراقية، وكان النائب عبد الرحمن اللويزي احد احقر تلك الاصوات النشاز والتي امتلأت حقدا وضغينة كونها شخصية غريبة الاطوار ومعقدة التكوين حاقدة حتى على نفسها وعلى خالقها الذي خلقها بأبشع صورة، لتوجه سهام غدرها مع شلة من المتآمرين ارتضوا ان يكونوا كلابا تنبح لعض اجساد قادة معروفين لدى جمهور المكون العربي كان ينظر اليهم باحترام وتقدير وكان لديهم حظوة عندهم، اما هؤلاء الاراذل السفلة فلا يستحقون غير لعنة الاقدار والتاريخ ليضعهم في مزابله ، غير مأسوف عليهم الى غير رجعة!!
وفي وقت تجري الاستعدادات لشن هجمات على داعش وتصاعد دعوات وقادة المكون العربي بأن يتم تسليحهم ليتسنى لهم استعادة محافظاتهم في الانبار ونينوى واجهت تلك المناشدات والمطالبات تجاهلا من الحكومة، التي راحت تكيل بمكيلين وتتعامل بازدواجية مع مكونات شعبها، ففي القوت الذي تزود حشدها الشعبي بمعدات واسلحة متطورة تحرم على قوات المتطوعين وابناء العشائر ان يكون لديهم من مستلزمات المواجهة مايدافعون به عن حياض محافظاتهم ليكون بمقدورهم طرد داعش والحاق الهزيمة المرة بها، لكن كل هذه الاستغاثات لم تجد اذانا صاغية، حتى راح ينطبق على الحكومة قول الشاعر: لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي!!