يتصاعد حدة الصراع و التنافس بين الجناحين الرئيسيين في الجمهورية الاسلامية الايرانية على السلطة و النفوذ عقب الاتفاق النووي الذي أثار و يثير الکثير من الضجة و الجدل خصوصا وإنه يأتي في وقت تعاني فيه إيران من مشاکل و أزمات حادة جدا ولاتجد حلا لمعظمها.
النظام في إيران وصل الى طريق مسدود و الصراع بين جناحية قد وصل الى الذروة، هذا هو رأي و وجهة نظر معظم المحللين و المراقبين بشأن محصلة الاوضاع في إيران بعد الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في اواسط تموز من العام الماضي، والذي يبدو إن وخامة الاوضاع و تدهورها لم تعد تجد لها من شماعة تعلق عليها، ذلك إنه وقبل الاتفاق النووي کان القادة و المسٶولون في إيران يٶکدون على إن المشاکل و الازمات التي تعاني منها البلاد هي بسبب العقوبات المفروضة عليها، لکن بعد رفع هذه العقوبات إنکشفت و إفتضحت الحقيقة للشعب الايراني عندما بدأت التصريحات و المواقف الرسمية الايرانية تٶکد على إن المشاکل و الازمات في إيران هي أعمق و أکثر قدما من أن تحلها الاتفاقية النهائية، ولذلك لم يعد أمام جناحي النظام سوى بعضهما من أجل تنسيب سبب المشاکل و الازمات إليه.
هاشمي رفسنجاني، الذي يقود جناحا في النظام، قام مٶخرا وخلال حديث له بتشبيه الاتفاق النووي بقرار 598 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي أنهى الحرب العراقية–الإيرانية، وإن الذي أراده رفسنجاني من کلامه هذا هو أن “المرشد تجرع كأس السم في الاتفاق النووي وهزم”.، وإنتقد رفض شطب مرشحي تياره من قبل مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه جناح خامنئي، وقد جوبه موقف رفسنجاني هذا برد فعل عنيف من جانب وکالة”بسيج” التابعة للحرس الثوري حيث أکدت الوکالة إن”رفسنجاني حد لسانه على مرشد الثورة الإيرانية بعد اتفاق النووي، وطعن فيه بشكل وقح خلال الكلمة التي ألقاها بجامعة بهشتي بين الطلبة والأساتذة في طهران”، وهذا مايبين بإن الصراع بين الجناحين قد تجاوز الحدود العادية و وصل الى منعطف بالغ الخطورة يستوجب إيجاد کبش فداء للأوضاع الوخيمة في إيران.
طوال العامين الماضيين من عهد روحاني و الذي کان من المفترض إن يساهم في إيجاد حلول لمختلف مشاکل و أزمات البلاد، بيد إن الذي حصل هو إن المشاکل قد تضاعفت و الصراع تبعا لذلك إحتدم و إحتد و وصل الى حد المواجهة الحاسمة، خصوصا وإن هذا الصراع هو من أجل الصراع و السلطة و النفوذ، أما الذين ينتظرون الحلول من عهد روحاني فهم أشبه بالذي ينتظر أن تنبت الزهور على الصخور.