22 نوفمبر، 2024 3:07 م
Search
Close this search box.

عن کراهية رجال الدين في إيران

عن کراهية رجال الدين في إيران

التعرض لرجال الدين في إيران بالشتم والسباب أو ضربهم أو حتى قتلهم، باتت بمثابة ظاهرة في إيران، ومع الاخذ بنظر الاعتبار قسوة العقوبات المفروضة على من يلقى القبض عليه لدى إرتکابه هکذا نشاط، فإن إستمراره وصيرورته ظاهرة على الرغم من ذلك، يدل على مدى مشاعر الکراهية والبغض التي يکنها الشعب الايراني لرجال الدين الذين أصبحوا بمثابة طبقة متنفذة لها دورها غير العادي في مختلف المجالات.
کراهية وبغض رجال الدين في إيران، ينبع من حقيقة إن النظام في إيران هو نظام ديني في الاساس ويسيطر عليه رجال الدين وخصوصا إن الذي يتربع على قمة هرم هذا النظام يجب أن يکون وبموجب دستور هذا النظام رجل دين، وطوال حکم هذا النظام وماعاناه ويعانيه الشعب الايراني بسبب من الاوضاع السيئة التي نجمت عن هذا الحکم، فإن الشعب الايراني ينظرون الى رجال الدين ويعتبرونهم السبب الاساسي لما يعانونه، خصوصا وإن الوعود والعهود المعسولة التي قطعها مٶسس النظام الخميني على نفسه للشعب الايراني بتحسين أوضاعهم وإنهاء الظلم، أثبتت الاحداث والتطورات عدم مصداقيتها وزيفها.
کراهية وبغض رجال الدين والذي کان النظام ورجال الدين المتنفذين فيه الى فترة قريبة يصفونه بشتى الاوصاف السلبية ويعتبرون مرتکبها عميلا لجهات أجنبية وماشابه، لکن يبدو إن إستخفاف الشعب الايراني بنظرة رجال الدين بهذا الصدد والتهکم عليها بل وحتى ترديد نکت لاذعة ضدهم، قد دفع رجال الدين لمراجعة موقفهم بهذا الصدد من أجل إمتصاص نقمة الشعب وسخطه، وبهذا الصدد فقد قال نورالهيان، الرئيس السابق لمنظمة الحوزات الدينية والمدارس العلمية التابعة للنظام في خارج البلاد، في إشارة إلى كراهية الناس لرجال الدين:” لو كان رجال الدين يجلسون اليوم بين الناس واستمعوا إلى مشاكلهم ومتاعبهم، ولو لم تتحول هذه العلاقة اليوم بين من يجلس خلف المكتب وبين المتعاملين، لما كانت شعبية رجال الدين تهبط إلى هذا الحد.” وأضاف معترفا من خلال حديثه مع موقع شفقنا الحكومي، بكراهية الناس لرجال الدين قائلا:” هذه علامات تدل على وجود فجوة جسيمة بين رجال الدين والناس، ولا يمكن إصلاح الفجوة بين ليلة وضحاها.” مضيفا بأن”رجال الدين تسببوا بأنفسهم بأضرار جسيمة لهذا الحصن ومهمتهم الكبرى. كم منا أزعجنا الناس بأفعالنا.”.
ولعل أهم ماجاء في حديث رجل الدين هذا ماذکره بأن الخطب التي يلقيها رجال الدين تملى عليهم من جهات عليا في النظام حيث قال:” إذا قمنا نحن بمراجعة الأحداث التي تحدث هذه الأيام، فسنرى، للأسف، أن العديد من أئمة الجمعة وأئمة المصلين يقرؤون نصا صادرا من أعلاه مسبقا.”.
أما رجل الدين محمد تقي فاضل ميبدي، عضو مجمع أساتذة مدرسة قم الدينية، فقد قال وهو يتحدث عن خوف وتوجس رجال الدين من کراهية الشعب لهم وتعرضهم للشتم والضرب:” اليوم نادرا ما يظهر رجال الدين في التجمعات العامة بملابس رجال الدين حتى لا يتعرضوا باهانة من قبل الناس”. الملا يجلس في سيارة أجرة يسمع شتائم، كما يعتبر الناس رجال الدين سبب ارتفاع الاسعار وكل مشاكلهم”، في حين إن صحيفة همدلي الحکومية من جانبها کتبت تقول:” اهتمام رجال الدين بالمظاهر الدنيوية، وجاذبية المناصب الحكومية والسياسية، وميل رجال الدين إلى عيش حياة مترفة وكسب المناصب، دفع جزءا من رجال الدين إلى البحث عن فرص عمل في المؤسسات والمنظمات، والعمل في الصناعة والنفط والرياضة والترفيه وحتى المسالخ. موضوع كان من الصعب حتى تخيله قبل أربعة عقود.”.

أحدث المقالات