23 ديسمبر، 2024 8:46 ص

عن وساطة عادل عبدالمهدي

عن وساطة عادل عبدالمهدي

الوساطات السياسية في الازمات الحادة من جانب دول محايدة، من أهم شروطها الاساسية هو حيادية الدولة التي تتوسط وعدم إنحيازها الى أي طرف وکونها لاعلقاة لها بتلك الازمة وغير متورطة به وإلا فليس هناك أي معنى لأن تتوسط في نزاع بين طرفين أحدهما يمثله أقارب ومعارف لك، ومن هنا فإن الوساطة التي يسعى إليها عادل عبدالمهدي، رئيس الوزراء العراقي، بين إيران من جانب وبين السعودية والامارات من جانب آخر، قد تکون عليها أکثر من علامة إستفهام خصوصا وإنها وکما أفادت أوساط سياسية أن إيران هي من كلفته، کما إن الوساطة تجري بمعزل عن الولايات المتحدة الأميركية للجلوس على طاولة المفاوضات لحل الخلافات بينهم.
عادل عبدالمهدي الذي عول عليه الکثيرون في بداية توليه منصبه من إنه سيسلك نهجا معتدلا ويسعى لإبعاد العراق عن سياسة المحاور ويقوي من مرکزه ومکانته على الاصعدة العربية والاسلامية والدولية، غير إن الذي جرى وفي ضوء الواقع العملي غير ذلك تماما، خصوصا بعد زيارة الرئيس الايراني وعودته لإيران بإتفاقيات غير مسبوقة لصالح إيران على حساب العراق من مختلف الاوجه، کما إن تزايد دور ونشاط ميليشيات الحشد الشعبي والذي يعتبر ذراع طهران ووسيلتها الرئيسية من أجل ممارسة الابتزازات المختلفة وتحقيق أهدافها وغاياتها، الى جانب إن تردد قيادات الحرس الثوري وبشکل خاص قوة القدس الارهابية على العراق مستمر ومتواصل کالسابق، ولهذا فإنه وعندما يتم النظر الى دور وساطة عبدالمهدي في ضوء کل ذلك، فإن الرجل غير مٶهل لهکذا دور رغم إن لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية قد قللت من جانبها مقدما من إمكانية نجاح هذه الوساطة في ظل الخلافات القائمة، قائلة إن العراق غير مؤهل للوساطة!
الازمة التي تتفاقم يوما بعد يوم بين واشنطن وطهران، والاحتمالات الکثيرة الواردة بأن العراق سيصاب بأضرار کبيرة من جرائها خصوصا وإن الميليشيات تتسابق فيما بينها من أجل إظهار موقفها المنحاز الى طهران تجعل العراق في وضع وموقف لايبدو إنه يروق لواشنطن کثيرا خصوصا وإن هذه الميليشيات وکما تعبر عنها الاوساط السياسية الامريکية هي بمثابة”وکيل”للنظام الايراني ولايوجد أي شك على علاقتها الراسخة وتبعيتها المفرطة لطهران الى جانب العلاقات المشبوهة لشخصيات سياسية عراقية متنفذة بالنظام الايراني والتي سبق للمقاومة الايرانية وإن کشفت عن قوائم رواتب خاصة بأسمائهم يستلمونها من طهران، وطالما بقي الحال على هذا الشکل فإن العراق لن يکون مٶهلا وصالحا لهکذا وساطة أبدا ذلك إنه يتحرك على ضوء أوامر وإرشادات إيرانية بحتة.