خلال الاعوام الاخيرة ولاسيما بعد عام2020، لم يعد سهلا على قادة ومسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الإدعاء بأن عمليات الانتخابات التي يجرونها هي ديمقراطية سليمة ونزيهة وإنها تحظى بقبول وتإييد الشعب الايراني، ذلك إن تزايد وتائر المقاطعة الشعبية لها وبلوغها حدودا غير مسبوقة وحتى إن تصبح مقاطعة الانتخابات حديث الشارع کما يجري حاليا مع إنتخابات الرئاسة المزمع إجرائها في 18 من الشهر القادم، يضع النظام في موقف صعب وحرج في آن واحد وليس أمامه سوى أن يقر ويعترف بالحقيقة على الرغم من إن النظام الايراني معروف عنه بأنه يحاول دائما عند الاعتراف بالحقائق اللجوء الى الکذب والخداع والتمويه واللف والدوران من أجل إضفاء جو من الضبابية على ذلك.
السٶال الذي صار أشبه مايکون بظاهرة في الشارع الشعبي الايراني ويتم طرحه دائما من قبل المواطن الايراني هو؛ مالذي حققته وأنجزته عمليات الانتخابات التي جرت منذ تأسيس النظام للشعب وهل إستفاد منها؟ الاجابة السلبية التي لاريب منها على هذا السٶال هو الذي يدفع الشعب الايراني الى الاعتقاد بأن عمليات الانتخابات الجارية في ظل هذا النظام ليست سوى تغييرات شکلية لاتمس الجذور والمضامين الاساسية للنظام بشئ، وهذا ماولد القناعة لدى الشعب الايراني بأن العزوف عنها ومقاطعتها أفضل بکثير ولاسيما إنها تخدم بقاء وإستمرار نظام کان ولازال أشبه بکابوس.
تخوف النظام من المقاطعة الشعبية وإعترافه بها إقترن ويقترن بالترکيز على منظمة مجاهدي خلق وتسليط الاضواء على دورها بهذا الصدد منذ بداية تأسيس هذا النظام وحتى يومنا هذا، بل وحتى إن هذه المنظمة بحد ذاتها قد أصبحت معيارا لبيان کذب وزيف وخداع هذه الانتخابات بعد الذي جرى من وراء ترشيح السيد مسعود رجوي، زعيم مجاهدي خلق ورفض النظام لذك وإنه”أي رجوي”يحظى بشعبية کبيرة تيقن منها النظام بعد الاجتماع الکبير الذي عقده في جامعة طهران في بدايات إنتصار الثورة الايرانية وحضرها أکثر من 300 ألف مواطن، ولأن منظمة مجاهدي خلق تحمل أفکارا ومبادئ تحررية ديمقراطية مختلفة عن النظام من کل النواحي فإن رفض النظام لها کان يعني بأنه لايقبل بالآخر ولايريد أي فکر يختلف عن أفکاره القمعية الاستبدادية، ومن هنا فإن النظام وعند کل عملية إنتخاب يقوم بالترکيز على المنظمة ويتهجم عليها وعلى دورها السلبي ضد الانتخابات لکن فات النظام بأن إنتقاداته هذه قد إرتدت سلبا عليه ذلك إن الشعب الايراني الذي يقرأ مابين السطور قد تيقن من إن موقف المنظمة من هذه الانتخابات هو موقف سليم يعبر وبکل صدق عنه وعن إرادته الحرة، وإن رجال الدين في خطب الجمعة وقادة ومسٶولي النظام ووسائل إعلامهم عندما تقوم في هذه الايام بالتهجم على المنظمة وتنتقد دورها ضد الانتخابات فإنهم وکما يبدو بمنتهى الوضوح أشبه بالنعامة التي تخفي رأسها في الرمال لکي لاترى عدوها!!