23 ديسمبر، 2024 12:22 ص

عن مطالبات إجراء الاستفتاء في إيران

عن مطالبات إجراء الاستفتاء في إيران

الاصوات بدأت ترتفع في إيران و العالم مطالبة بإجراء إستفتاء يحدد فيه الشعب الايراني موقفه من النظام القائم و يطرح صيغة الحل التي تلائمه، وتبرر هذه الاصوات إجراء الاستفتاء بفشل النظام و وصوله الى طريق مسدود، والملفت للنظر إن هذه المطالبات قد بدأت تحديدا بعد إنتفاضة کانون الثاني 2018، التي طالبت و بکل صراحة من خلال الشعارات التي رفعتها، بإسقاط النظام.
هذه المطالب التي تلاقفتها وسائل الاعلام و سلطت الاضواء عليها وکأنها قضية يتم طرحها لأول مرة، لابد من التنويه بأن المقاومة الايرانية قد أکدت على الدوام بفشل هذا النظام و إنه يقود الشعب من سئ الى الاسوء و شددت على إن النظام قد فشل تماما في إدارة الامور و إنه لايجد أمامه من سبيل لمعالجة تردي الاوضاع إلا بممارسة المزيد من القمع ضد الشعب، وقد کانت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، أول من نادت بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي کما إنها کانت المبادرة للدعوة الى فرض رقابة دولية على عملية صرف الاموال الايرانية المجمدة للنظام لکي لايتم صرفها على الانشطة الارهابية و التدخلات في المنطقة.
إنتفاضة کانون الثاني 2018، التي قادتها منظمة مجاهدي خلق بجدارة، لم ترعب النظام فقط وانما العديد من الاوساط الايرانية التي کانت تلتزم الصمت تجاه الممارسات الاجرامية للنظام، ولذلك فقد بادرت للمطالبة بإجراء إستفتاء تحت رعاية دولية من دون تحديد المطلب الذي يجب على الشعب المطالبة و المناداة به، ذلك إن رفض هذا النظام يتطلب وضع بديل ازاءه ومن دون ذلك فإن الاستفتاء لايکون عمليا و مضمون النتائج، بل وقد يستغله النظام للعودة مرة ثانية عبر وجوه و أطراف تابعة له.
من الذي دأب طوال 39 عاما على المطالبة بإسقاط النظام و تغييره؟ من الذي کان يحرص على إقامة الکثير من المؤتمرات و التجمعات الدولية التي تفضح النظام و تدينه و تنصر الشعب الايراني؟ من الذي فضح هذا النظام أمام الاوساط الدولية و برلمانات دول العالم؟ من الذي کشف و فضح المخططات العدوانية لهذا النظام و جرائمه و إنتهاکاته بحق الشعب الايراني؟ هل هناك غير المقاومة الايرانية و زعيمته مريم رجوي؟ أين کان هؤلاء المطالبين طوال ال39 عاما المنصرمة و لماذا لم يتحرکوا و يناضلوا ولو بنسبة عشرة بالمائة من تلك التي قامت بها المقاومة الايرانية؟ المطالبة بإجراء إستفتاء کلمة حق يراد بها بطال في الصيغة الحالية، لأنها تحتوي الکثير من الثغرات التي من الممکن جدا أن يبادر النظام بإستغلالها، ولکن عندما يتم تحديد البديل ازاء النظام فإن کل شئ يتوضح و توضع النقاط على الاحرف!