8 أبريل، 2024 9:45 ص
Search
Close this search box.

عن مسجد جامعة الكوفة الكبير

Facebook
Twitter
LinkedIn

يصر هذا الوطن السادي, في كل مرة, على تحطيمك نفسياً, اقتلاع نبتة الأمل فيك حتى قبل نموها و يحرص كل الحرص على احاطتك بالـ”negative energy ” من كل صوب. حتى اذا اغلقت عينيك و وضعت اصابعك في اذنيك, هربت الى اخر العالم, القيت بنفسك داخل حفرة الأرنب, ستراه يظهر لك فجأة حاملاً قرطاساً اسود, و يقول “خذ, هاك, مصيبة جديدة, استمتع عزيزي!”
حسناً!
ماذا لديك اليوم؟!
إنه خبر عن وزارة التعليم العالي التي وضعت حجر الأساس لبناء جامع عملاق داخل المدينة الجامعية لجامعة الكوفة بمساحة 6250 متر مربع و منائر غائرة في السماء بارتفاع 45 متر و بميزانية عمل تقدر بمليارات- اكثر من 40 مليار تحديداً- من دنانير هذا الشعب الوديع “الحبّوب” الذي يصر على استمرار اغلاق فمه.
تخيلوا معي الآتي, كليات-مثل كليتي – تشاطر كليات اخرى البناية لعدم امتلاكها واحدة خاصة بها, كليات تتشارك العيش معاشر الفئران و اقوام الحشرات و حيوانات اليفة و اخرى مفترسة مع طلابها لأن بنايتها اشبه ما تكون بخرابة, كليات تعاني من نقص هائل في التجهيزات و الكتب و الكادر و حتى صابون المرافقات الصحية.
لنبتعد عن جو الأبنية المتآكلة و قلة المعدات العلمية و هبوط المستوى التعليمي في الجامعات الى مراتب مخجلة, و لنستذكر قليلاً ما حدث قبل اشهر حين الغت الوزارة البعثات الدراسية لأكثر من 150 من طلبة الإعداديات المتفوقين الى استراليا لأسباب تتعلق بنقص في الميزانية! أليس من المفترض ان تذهب هذه الأموال لبناء الكليات و تجهيز المختبرات و الأنفاق على البعثات و تشجيع البحث العلمي؟! و من الطريف أن الوزارة تدعم الباحث بمبلغ بسيط لا يتجاوز الـ200 الف دينار!
يتساءل الكثير, هل انتهت مشاكل المدارس الطينية و نقص المستشفيات و الكهرباء و البقية حتى نبني مساجد و حسينيات؟! اليس من واجب الحكومة الاهتمام بتوفير الخدمات الضرورية –الشبه مفتقدة- للناس بدل صرف المليارات على دعم مظاهر التدين التي من المفترض أنها شؤون فردية خاصة؟ الا تمتلك المؤسسة الدينية المال الذي يعادل ميزانية دولة بأكملها تستطيع من خلالها الأنفاق على ما تشاء؟ هل يظن هؤلاء بأنهم يخدعوننا بلبسهم خواتم الإيمان و حملهم مسبحات الزهد؟ الإحساس بأنك تعيش تحت ظل دولة متخلفة, ضعيفة, مُهانة و لا تهمها مصالح رعاياها و تبذر اموالهم بشكل مخيف هو أمر مؤلم, لكنك ستضحك باكياً على عبثية الوضع حين تسمع تصريح علي( الأديب!) وهو يوجه صواريخ الانتقاد و الاستنكار اتجاه التراث الحضاري و العلمي لأوربا و يقول “ان العلم يحتاج الى التوجيه بوجهة تتمثل بالقيمية التي تحمي من الانحراف نحو تدمير البشرية كما حدث في أوربا وبعض بلدان العالم”..دونوا هذا التصريح للتاريخ يرحمكم الله!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب