19 ديسمبر، 2024 2:01 ص

عن مرونة النظام الايراني

عن مرونة النظام الايراني

عند إتخاذ الاحزاب والميليشيات التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايراني في العراق بشکل خاص وفي لبنان وسوريا واليمن لأية مواقف ملفتة للنظر، فإنه من الضروري جدا معرفة إن هذه المواقف لم يتم إتخاذها من جانب هذه الاحزاب والميليشيات بصورة مستقلة عن طهران، ولاسيما وإن هذه الاحزاب والميليشيات تصرفت وتتصرف دائما وکأنها بمثابة أذرع للنظام الايراني وجبهته الامامية في مواجهة أعدائه وخصومه. ومن دون أدنى شك فإن المواقف المرنة الاخيرة للميليشيات المسلحة التابعة للنظام الايراني في العراق بوقف هجماتها على المصالح الامريکية في البلد قد کان أيضا بنفس هذا السياق ولم يختلف عنه قيد أنملة.
بحسب ماقد کشف عنه موقع “ميدل ايست آي” البريطاني، يوم الخميس الماضي، عن أمر وجهه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الأسبوع الماضي، للفصائل العراقية الشيعية بوقف هجماتها على المصالح الأمريكية فورا. فقد توضحت الصورة وصار معروفا سر هذه المرونة المفاجئة من جانب هذه الميليشيات وإنها لم تکن مواقف خاضعة لمتطلبات وظروف ومصلحة الساحة العراقية وإنما لظروف ومتطلبات ومصلحة النظام الايراني، والذي يٶکد ذلك مانقله الموقع عن عن قائد بارز لأحد الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، والمشاركة في الهجمات، قوله إن أوامر خامنئي كانت واضحة وصريحة: “يجب أن تتوقف كل الهجمات التي تستهدف المصالح الأمريكية في العراق”.
السٶال المهم الذي يطرح نفسه هنا هو؛ ماسر هذا الموقف المرن من جانب خامنئي، هل کان بمثابة عطف وإستدراك منه لأوضاع الشعب العراقي وأخذها بنظر الاعتبار مثلا؟ أم إنه خاف على هذه الميليشيات من مواجهة خاسرة في نتائجها النهائية بکل المقاييس؟ في الحقيقة لاهذا ولاذاك، وإنما کان موقف خامنئي تجسيد لحقيقة أن النظام الايراني لم يعد حاليا يتحمل فتح جبهة جديدة خصوصا وإنه يرى جدية الامريکيين في مواجهتهم للدور المشبوه الايراني في العراق وکذلك جدية مشاعر الرفض والکراهية من جانب الشارع العراقي لدور ونفوذ النظام الايراني ولأذرعه وإن هذا النظام معروف عنه دائما من إنه إذا جابه مواقف صلبة وحازمة فإنه يغير من مواقفه بصورة واضحة جدا.
نظام الملالي لايفهم أية لغة سوى لغة الحزم والصرامة ويجب التعامل مع دائما بهکذا لغة. هذا ماکانت تٶکد عليه زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي دائما وتکرره بصورة ملفتة للنظر في مناسبات مختلفة وإن النظام الايراني إذ يجد نفسه في مواجهة هکذا موقف في العراق فيجب التوقع منه هکذا مرونة إجبارية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات