الشعب العراقي وبعد کل الذي عاناه ولايزال يعانيه منذ سقوط النظام السابق في عام 2003 ولحد يومنا هذا ولايزال يعانيه، صار واضحا لکل ذي بصيرة بأنه أحوج مايکون لتغيير جذري في سياق الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية لکي يتخلص من التراکم السلبي لأوضاع غريبة وشاذة لم يسبق إن شهد نظيرا لها منذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1921، وإن التغيير الذي يتطلع إليه الشعب العراقي يشترط فيما يشترط وکمطلب أولي أساسي لايمکن المناقشة بشأنه، هو إعادة الاعتبار للسيادة الوطنية العراقية وعدم السماح بإنتهاکها من جانب أي طرف دولي أو إقليمي کان، وهو حق قانوني صارم يکفله القانون والعرف الدولي السائد.
مباشرة رئيس مجلس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي أعماله اليوم السبت في مكتبه الجديد ببغداد. ويقع المكتب في المنطقة الواقعة مقابل محطة القطارات العالمية المركزية – الكرخ وهو خلاف ما كان عليه رؤساء مجلس الوزراء السابقين بعد عام 2003 اذ كانوا يباشرون مهامهم في المنطقة الخضراء شديدة التحصين امنيا، والتي تضم مباني حكومية ومجلس النواب وسفارات وبعثات الدول الدبلوماسية. وهو تطور رحبت به العديد من الاوساط السياسية والثقافية والاعلامية وإعتبرته بداية مشجعة تبعث على الامل والتفاٶل خصوصا بعد أن ذهب البعض من هٶلاء”المتفائلين”بعيدا وإعتبروا ماقد أقدم عليه عبدالمهدي خروج عن العرف السائد، ولکن، يجب على هذا البعض الانتباه جيدا وبکل دقة الى إن العرف السائد ليس هو الذهاب الى خارج المنطقة الخضراء”مع أهميته وترحيبنا الکامل به”، وانما هو الخروج من تحت مظلة النفوذ الايراني والتصرف وإتخاذ الاجراءات بعيدا عنها.
ماذا فعل ويفعل الارهابي المشبوه قاسم سليماني ورفيقه في الارهاب والتطرف سفير النظام الايراني إيرج مسجدي في بغداد؟ ألم تکن”ولازالت وستبقى” مساع سافرة وخبيثة من أجل التلاعب بإرادة الشعب العراقي وفرض أمور وخيارات عليه لاتتفق أبدا مع ما يطمح إليه، الشعب العراقي لن ينسى ولايمکنه أن ينسى الدور الخبيث والقذر الذي لعبه سليماني في فرض الفاشل نوري المالکي لولاية ثانية کارثية جلبت على العراق مصائبا وويلات نحتاج الى أعوام أخرى کي نتخلص من آثارها وتبعاتها السيئة، فهل يمکن إنتظار الخير من هکذا نموذج مشبوه محترف للإرهاب ومباه به؟!
الخروج من تحت مظلة النفوذ الاسود والمشبوه للنظام الايراني، هو في الحقيقة يعني الخروج على أسوأ عرف سائد تعرض العراق له في عصره الحديث الى الحد الذي يمکننا القول فيه إن النفوذ الايراني هو أسوأ بکثير من النفوذ البريطاني بأضعاف مضاعفة ذلك إن الاخير لم يتمادى أبدا کالاول فيتدخل في کل شاردة وواردة کما إنه”أي بريطانيا”، لم تکن مکروهة ومرفوضة من جانب شعبها کما هو الحال مع النظام الايراني الذي يمکن في أية لحظة أن تندلع إنتفاضة عارمة تطيح بسلطة عمامات الدجل والمتاجرة بالدين الى الابد في إيران.